سيناريو جديد وصراع «كروي» بين مصر والجزائر يحتضنه ملعب «أومباكا» في مدينة بانغيلا الأنغولية الذي يستضيف «دربي» الشمال الأفريقي ضمن نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية الـ27 (الساعة 21:30 بتوقيت بيروت).وتلعب في المباراة الأخرى غانا مع جارتها نيجيريا في قمّة الغرب الأفريقي (الساعة 18:00).
وتتحلى القمّة العربية الخالصة بين الجارين اللدودين بالكثير من العناوين التي تهمّ البلدين، وخصوصاً أنها تأتي بعد العاصفة السياسية والإعلامية والرياضية والشحن الجماهيري التي طبعت لقاءاتهما في تصفيات كأس العالم 2010 قبل أكثر من شهرين، وصولاً إلى «موقعة» أم درمان التي حسمها «محاربو الصحراء» بإصابة عنتر يحيى وما تلا هذه المواجهة من ارتدادات على مستوى البلدين.
وترفع مصر شعارين في آن: الأول، متابعة مسعاها للحفاظ على لقبها القاري للمرة الثالثة على التوالي، والثاني لرد الاعتبار لخروجها من السباق نحو نهائيات مونديال جنوب أفريقيا، فيما يمنّي الجزائريون أنفسهم بتكرار الفوز وتثبيت عقدتهم للفراعنة في الأراضي المحايدة.
ويطمح «الفراعنة» إلى تسطير أول فوز على جيرانهم في النهائيات القارية بعد ثلاث خسارات وتعادل، ويملك «المعلم» حسن شحاتة ترسانة من اللاعبين المميزين، يأتي في مقدمهم «السد العالي» عصام الحضري، مروراً بدفاع قوي هو الأقوى في البطولة ووسَط متجانس بقيادة «العميد» أحمد حسن (170 مباراة دولية) ومعه أحمد فتحي وخط الهجوم المرعب بقيادة عماد متعب ومحمد زيدان ومحمد جدو «الورقة الرابحة».
تطمح مصر للثأر ومتابعة مسيرتها نحو اللقب الثالث والجزائر لتثبيت تفوقها
ويصبو الثعالب إلى تأكيد تفوقهم وتجديد «النصر»، ويعوّل «الخبير» رابح سعدان على كوكبة من نجوم الكرة الجزائرية المحترفين في الملاعب الأوروبية، وهم كثر. وتأتي نقاط القوة في التشكيلة «الخضراء» لدى الدفاع الحديدي بقيادة مجيد بوقرة ورفيق حليش ونذير بلحاج، ومن خلفهم الحارس المتألق فوزي الشاوشي وأمامهم خط الوسط الأنيق بوجود الرباعي مراد مغني، العائد من الإصابة، وكريم زياني ويزيد منصوري والمهاجم كريم مطمور. واختار الاتحاد الأفريقي الحكم البنيني كوفي كودجا لقيادة «القمة» ويساعده الحكمان البوروندي غاهونغو ديزيريه والزامبي كينيث تشيتشنغا.
وانطلقت أمس التصريحات بين المنتخبين، فتوعد مهاجم بلاكبول الإنكليزي ومنتخب الجزائر عامر بوعزة المنتخب المصري بخيبة أمل جديدة، مردفاً بقوله: «مواجهة مصر مجدداً أمر رائع، لأن ذلك يتيح أمامنا فرصة لإثبات أننا هزمناها عن جدارة واستحقاق، لا بضربة حظ». وكان مهاجم بوروسيا دورتموند المصري محمد زيدان أكثر حدة، عندما وصف المواجهة بأنها «الحرب»، داعياً «الفراعنة» إلى تحقيق الفوز ليؤكدوا أنهم يستحقون المشاركة في كأس العالم، «لا الجزائر لأنها مسألة حياة أو موت». وأكد المدافع الأيسر سيد معوض أنّ «المباراة المقبلة ستكون في الملعب، وبعيداً عن أي أحداث شغب، لكننا سنلقن الجزائريين درساً في فنون اللعبة».
من جهتها، شددت اللجنة المنظمة للنهائيات على أنها لا تتوقع أن تتكرر أحداث الشغب التي شهدتها مباراة الغريمين في السودان. وأفادت تقارير غير مؤكدة بأن الجزائر سترسل أكثر من 1000 مشجع إلى بنغيلا، فيما تتوقع مصر إيفاد نحو 400 مشجع. وبدت نية المسؤولين عن ممثلي شمال أفريقيا ووسائل إعلامهما واضحة في تلطيف الأجواء والاقتصار على ما هو رياضي للخروج بالمواجهة إلى بر الأمان. والتقى المنتخبان 19 مرة، فازت الجزائر 6 مرات ومصر 5 وتعادلا في 8 مناسبات.

غانا ونيجيريا وقمّة «الغرب»

سيكون ملعب «11 نوفمبرو» في العاصمة لواندا مسرحاً لقمة واعدة بين الجارين غانا ونيجيريا ضمن نصف النهائي الثاني. وعلى غرار القمة الشمالية، فإن الثأر يطغى أيضاً على دربي غرب أفريقيا بين غانا ونيجيريا، وخصوصاً الأخيرة التي كانت قد أُقصيت على يد الأولى 1ـ2 من الدور ربع النهائي للنسخة الأخيرة في غانا.
ولم يظهر المنتخبان بمستواهما المعهود حتى الآن، وخصوصاً نيجيريا. في المقابل، نجحت غانا في التغلب على محنها والضربات الموجعة التي تلقتها بسبب غياب 6 لاعبين أساسيين بسبب الإصابة، بينهم قائدها نجم تشلسي مايكل ايسيان.