ما زال مزاد كرة القدم يتنقل من بلد إلى آخر. بيعت مقتنيات كثيرة من النجوم وكان آخرَها قرطٌ لمارادونا. في كرة القدم، وفي أي لحظة، قد يظهر الى العلن غرض ثمين يقف له المشترون بالطوابير. لغة التخاطب واضحة: لا تسل عن الأسعار والمقاسات، فقط اشتر وتباه...

حسن زين الدين
«ألا أونو... ألا دووي... ألا تريس»... وأصبح القرط الخاص بالنجم الأرجنتيني السابق دييغو أرماندو مارادونا ملكاً لسيدة ايطالية. قرط، قد لا يعني لكثيرين، وخصوصاً إذا كان صاحبه رجلاً، لكن بالنسبة إلى عشاق كرة القدم وإلى محبي نجم كمارادونا سيعني الكثير. فقط بمبلغ 25 ألف يورو رسا المزاد على سيدة من مدينة نابولي، هذا ما حدث مطلع الأسبوع. هكذا، لم يكد يوضع في مزاد علني هذا القرط الذي صادرته الشرطة الايطالية من دييغو قبل فترة لتسديد جزء من الضرائب المترتبة على الأسطورة ابان فترة لعبه مع نابولي، حتى تهافت الجميع للحصول على هذا «الكنز الثمين»، على تلك الفرصة النادرة. ما الذي يحدث؟ وحدها تلك السيدة «النابولانية» تدرك جيداً معنى «الحدث».
ثمن قرط مارادونا رسا إذاً على 25 ألف يورو. لكن قميص بيليه كان أغلى بكثير. هنا، في سوق المزادات في كرة القدم لا مكان للغش او التلاعب: كل شيء بثمنه. قرط عادي ولو كان لنجم بحجم مارادونا يساوي هذا المبلغ، أما قميص للأسطورة الآخر البرازيلي بيليه سجل به هدفاً في نهائي كأس العالم 1970 فبالتأكيد سيبلغ ثمنه أضعافاً مضاعفة: 224600 دولار دفعها أحد الهواة خلال مزاد في لندن. كان ذلك عام 2002، عندما حطّم هذا القميص الرقم القياسي العالمي السابق الذي كان مسجلاً باسم قميص جيف هيرست مسجل الهدف الثالث التاريخي لانكلترا على ألمانيا في نهائي مونديال 1966.
دعنا من الماضي ونجومه. فكل ما يرتبط بالماضي لا يقدّر بثمن، إذ كلما عتق الشيء ازداد سعره، هذا صحيح، لكن من قال إن نجوم يومنا هذا لا تقول «بضاعتهم» كلمتها في سوق المزادات، وان كانت لفتى في اول مسيرته؟ هاكم ليونيل ميسي مثلاً، عند هذا الفتى لا يصح الصحيح، لا مكان للمساومات، فقد بيع حذاء يحمل توقيعه بمبلغ 5514 دولاراً في مزاد خيري في الصين العام الماضي. فقط هذا المبلغ لحذاء سجل فيه «ليو» هدفاً جميلاً أمام خيتافي في كأس إسبانيا، فما بالكم لو فكّر هذا النجم مستقبلاً في أن يبيع، على سبيل المثال، سيارة البورش او الفيراري.. التي وضع فيها جائزة أفضل لاعب في العالم وهو متجه الى منزله في برشلونة. ربما، من يعلم، قد تصاب أسواق المال العالمية بهزة جديدة لا تبقي ولا تذر!

متاحف ومعارض

لكن مقتنيات عمالقة كرة القدم، كما سلف، ليست متوافرة في الأسواق كيفما كان، دون اعتبار لرمزيتها ومساهمتها بطريقة أو بأخرى كإحدى الأدوات في صنع تاريخ رياضة عريقة ككرة القدم. فلننظر الى معارض هذه اللعبة العالمية ومتاحفها.
هناك كل شيء محفوظ ومصون «برموش العين» كما يقال. في كل نادٍ معرض يؤرخ لتاريخه وذكرياته وإنجازاته.
أما المتاحف، فتلك تجسيد صريح لعظمة اللعبة ومدى تعلّق الشعوب بها. فلنلق نظرة مثلاً على متحف المشاهير الفريد من نوعه، في ملعب ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو في البرازيل، حيث يحوي بصمات لأقدام أعظم لاعبي كرة القدم على مرّ التاريخ بينهم بيليه والالماني فرانز بكنباور والبرتغالي اوزيبيو، وكان آخرهم الاوروغوياني السيديس جيغيا مسجل هدف الفوز التاريخي لبلاده على البرازيل في نهائي مونديال 1950 في ماراكانا
تحديداً.
ولنمر أيضاً على المتحف الوطني لمشاهير انكلترا، وهو الاكبر في العالم الذي يؤرّخ لعظمة كرة القدم الانكليزية الأقدم في التاريخ بنجومها وبطولاتها، ولا ننسى طبعاً متحف برشلونة الاسباني الذي يتخطى زواره سنوياً مليون زائر.
لكن، بالعودة الى لبّ الموضوع، المزادات العلنية، هل تعلمون أن المزاد الذي بيع فيه حذاء ميسي، بيعت فيه أيضاً خصلة لشعر البرازيلي رونالدينيو؟


... وزيدان على طابع بريدي بـ9.90 يورو

في الوقت الذي كان فيه قرط مارادونا معروضاً للبيع في مزاد علني، كانت صورة النجم الفرنسي السابق زين الدين زيدان تحتل أوراق طوابع بريدية في بلاده، ثمن الواحدة يبلغ 9.90 يورو، يذهب منها يورو واحد لإحدى الجمعيات الإنسانية، ويظهر فيها زيدان مبتسماً، وواضعاً يده في ذقنه، وإصبعاً في خدّه تحت شعار الجمعية واسمها.