8 نقاط في 8 مباريات. هذه هي محصلة تشلسي في الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم حتى الآن. الفريق الذي أحرز اللقب في الموسم الماضي، للمفارقة، بفارق 8 نقاط عن أقرب منافسيه مانشستر سيتي يحتل حالياً المركز السادس عشر وقد تلقى خسارة جديدة على ملعبه أمام ساوثمبتون 1-3.
بالتأكيد تخطى ما يحدث مع «البلوز» المفاجأة إلى الصدمة التي أصابت اللندنيين ومعهم كل المراقبين، بعدما كانت الترجيحات تصبّ في خانة أن يبقى تشلسي منافساً قوياً على اللقب أو حتى في المراكز الأولى مع احتفاظه بتشكيلته التي أضاف إليها النجم الإسباني بيدرو رودريغيز والحارس البوسني أسمير بيغوفيتش، غير أن الواقع كان غير ذلك كلياً حيث حقق الفريق فوزين فقط وتعادل في مباراتين مقابل 4 هزائم كانت أقساها أمام مانشستر سيتي 0-3، ولتأتي أيضاً الهزيمة الأخيرة في دوري أبطال أوروبا على ملعب بورتو البرتغالي وتزيد الأمور تعقيداً، وتؤكد أن ما يمر به تشلسي أبعد من مرحلة سيئة عابرة.
أزمة تشلسي حالياً لا تتعلّق بطبيعة الحال بتطور مستوى المنافسين، بل هي أزمة ثقة في الفريق، وهذا ما يمكن التأكد منه من خلال تلقّي شباك «البلوز» 17 هدفاً بعدما كان دفاعه يعد الأقوى في العالم بوجود لاعبين أمثال جون تيري وغاري كاهيل والصربي برانيسلاف إيفانوفيتش والإسباني سيزار أسبيليكويتا، وأمامهم جدار دفاعي ثاني يمثله البرازيلي راميريش والصربي نيمانيا ماتيتش، إذ يبدو واضحاً غياب الحافز والقتالية اللذين يتسم بهما أداء لاعبي «البلوز»، واللذين كانا السمة الأبرز بالتتويج باللقب الأخير حيث غابت الكرة الجميلة لمصلحة النتائج، هذا فضلاً عن تراجع مستوى الإسباني فرانسيسك فابريغاس الذي تألق بصناعة الأهداف في الموسم الماضي، تحديداً لمواطنه دييغو كوستا المتراجع بدوره حاله كحال النجم البلجيكي إيدين هازار.
أين البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب الفريق، من كل هذا المشهد؟ طبعاً فإن الأنظار تتركّز بالدرجة الأولى على «السبيشيل وان» حالياً، وهو بالتأكيد يتحمّل الكثير من مسؤولية الواقع الحالي المرير.

تعرّض تشلسي لخسارة
رابعة وثانية على ملعبه
هذا الموسم


إذ بكل بساطة، فإن أقوال مورينيو في هذا الموسم غلبت أفعاله. قال البرتغالي الكثير، ولم يفعل إلا القليل أو بالأحرى لم يفعل أي شيء.
ما هو واضح أن مورينيو تعامل باستخفاف واستعلاء مع الأمور بعد «العزّ» الذي عاشه بإعادته الفريق إلى منصة التتويج بعد عودته إلى صفوفه، مشيراً إلى أنه الوحيد القادر على تحقيق هذا الأمر. فبدلاً من معالجة المشاكل التي بدت واضحة منذ الخسارة القاسية أمام مانشستر سيتي وتحفيزه لاعبيه، كان الهمّ الأساسي لمورينيو شن الحروب الإعلامية على الفرنسي أرسين فينغر وما أكثرها في هذا الموسم بسبب ومن دون سبب، أضف إلى انتقاده الدائم للحكام وتحميلهم مسؤولية الهزائم، وهذا ما انسحب على اللاعبين وبدا واضحاً على أرض الملعب تحديداً في المباراة أمام أرسنال، التي اتسمت بالأداء العنيف، وخصوصاً من جانب كوستا الذي أوقف بعدها 3 مباريات، والغريب أن مورينيو وصفه حينها بـ «بطل المباراة»، هذا فضلاً عن خطئه باستعارة راداميل فالكاو لتعويض النجم العاجي ديدييه دروغبا، حيث اتضح منذ تجربته السابقة مع مانشستر يونايتد عدم تأقلم الكولومبي مع الكرة الإنكليزية.
هذا كلّه يضاف إلى أخطاء مورينيو منذ عودته إلى لندن بالتفريط بأهم المواهب وفي مقدمهم البلجيكيان كيفن دي بروين وروميلو لوكاكو، والألماني أندري شورله والمصري محمد صلاح.
الأمور وصلت الآن بالتأكيد إلى مرحلة الخطر بالنسبة إلى موسم تشلسي وإلى مصير مورينيو المهدد بالإقالة برغم إبداء إدارة تشلسي تمسّكها به بعد الخسارة الأخيرة، وهي مسألة ما كان يُخيَّل لأحد أن يصل إليها البرتغالي في لندن بعد دوره الكبير في إعادة «البلوز» إلى مصاف الكبار في كرة الإنكليز، إلا أن استمرار الحال السيّئ على ما هو عليه سيكون كفيلاً بتبديل هذا الموقف المستند إلى الرصيد الكبير الذي جمعه البرتغالي في قلوب اللندنيين، وهذا ما اتضح أيضاً من خلال إعلان اللاعبين وفي مقدمهم جون تيري مساندتهم لمدربهم في الأزمة الحالية، وما على مورينيو الآن، وفي أسرع وقت، إلا ردّ التحية بمثلها.