وضعت كرة القدم للصالات لبنان في الساحة العالمية عبر مشاركة نجم المنتخب خالد تكه جي ومدربه دوري زخور في أهم حدث عرفته الفوتسال في العام المنتهي، واحتضنته بلاد أبطال العالم «المدمنة» على اللعبة حيث تقاطر الآلاف لرؤية النجوم عن كثب
البرازيل ــ شربل كريّم
بعد استضافتها كأس العالم 2008 وفوزها باللقب، كانت البرازيل على الموعد مجدداً مع مهرجانٍ كروي فريد من نوعه جمع نجوم العالم في الفوتسال الذين نازلوا أبطال العالم، من دون أن يتمكنوا من هزّ عرشهم. لبنان كان حاضراً هناك في تلك البلاد التي يعطي شعبها أولوية للمستديرة، إذ يتفرّغ الكلّ لمتابعة أي مباراة يخوضها «السيليساو» حيث المتعة والفن اللذان لا يمكن مشاهدتهما في أداء أي منتخبٍ آخر.
خالد تكه جي ودوري زخور حملا الألوان اللبنانية إلى مدينتي ناتال وجواو بيسوا اللتين احتضنتا المباراتين، فوقف مدرب ولاعب بين مدربين ولاعبين يحملون جنسيات بلدان لها تاريخ عظيم في كرة القدم وكرة الصالات على حدٍّ سواء، وهو أمر ثمّنه الكلّ بأنه شيء رائع للفوتسال، ما دفع المدرب الكرواتي ميتشو مارتيتش إلى وصف حضور فردين من منتخب بلدٍ صغير بالقول: «هذا دليل على أن هذه اللعبة المتفرّعة من تلك التي وصفت بأنها اللعبة الشعبية الاولى في العالم، قد تفوّقت على والدتها، إذ منحت جوازات سفر إلى النجومية إلى كل بلدان لا تملك هوية كروية واضحة. لقد تخطّت الفوتسال الحدود».
وعقّب على هذا القول المجري يانوس كاشا رئيس اللجنة المنظمة لكأس أوروبا التي ستستضيفها بلاده هذه السنة، قائلاً: «أعتقد أن البعض يشعر اليوم بخطر هذه اللعبة بسبب تخطّيها الحدود. انظر إلى السيّد ميشال بلاتيني (رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم)، هو يكره الفوتسال ويعمد إلى إضعافها في القارة العجوز، والدليل قراره بإلغاء بطولة أوروبا للشباب».
إذاً، وجود تكه جي وزخور فتح باباً واسعاً لنقاشٍ عالمي يهدف إلى التصويب على أهمية هذه اللعبة في وضع البلدان التي تمارسها تحت الأضواء، وقد أكد هذه النقطة مدير العلاقات التقنية في الاتحاد البرازيلي لكرة القدم للصالات سامويل ريبيرو زاراتيم بالقول: «بصراحة لم أكن أعرف أن كرة القدم موجودة في لبنان. أهنئكم يا شباب».

زخور: نحن في تقدّم مستمرّ

يجد زخور في مشاركته بهذا الحدث العالمي أن المسؤولية أصبحت أكبر عليه وعلى اللجنة التي تهتم باللعبة في لبنان، معتبراً أنه لا مجال للتراجع «إذ ما وصلنا إليه كان حصاد ما زرعناه مع المنتخب اللبناني. الآن أصبحت المهمة أصعب لأن الوصول إلى العالميّة يحتّم علينا الحفاظ على أنفسنا ضمن هذا المستوى». وتابع: «انظر إلى الجميع هنا كيف يحترمنا. لقد سمعوا أشياء طيّبة عن تكه جي والمنتخب اللبناني، وحتى مدرب قطر سابقاً البرازيلي روبيو قد اتصل مهنئاً، ومشيراً إلى أنه راسل مواطنيه لتهنئتهم على صحة خيارهم لأننا نستحق الوقوف بين كبار اللعبة».

تكه جي في همسات المدرّبين والإداريين

ضحك كثيراً اللاعب الليبي المميّز محمد رحوما عندما رأى تكه جي في بهو الفندق، فبادر إلى القول: «توقعت وجوده هنا»، ثم سرد قصة تألق اللاعب اللبناني في بطولة العرب عندما وجد رحوما صعوبة في مراقبته.

قال مسؤول برازيلي إنه لم يكن يعرف أن كرة القدم موجودة في لبنان

وانتظر الجهاز الفني الحصة التدريبية الأولى للتعرّف عن كثب على قدرات اللاعبين القادمين من القارات المختلفة، فكان تكه جي أول من لفت الأنظار في «القسمة»، مقدّماً لمحات فنية، دفعت الإداري الإيراني عباس تورابيان إلى القول: «خالد خطير، يحتاج فقط إلى لاعب يمدّه بالكرات، والباقي سيكون عملاً روتينياً بالنسبة إليه». وختم مبتسماً: «لطالما أعجبني هذا اللاعب عند مواجهتنا لبنان في بطولة آسيا»، هامساً بأنه يتمنى رؤيته يوماً في قميص فريق فولاذ زوب آهان بطل إيران ليشكّل هجوماً مرعباً مع كابتن المنتخب الإيراني وأفضل لاعب آسيوي فاهيد شمساي.
وعموماً، كانت نقطة قوة تكه جي في ظل وجوده بين كوكبة من اللاعبين لم يجد لغة مشتركة للتفاهم معهم، هي ثقته الكبيرة بنفسه، فارضاً على هؤلاء احترامه، جاعلاً من قدميه أساساً للتواصل مع الأرجنتينيين والباراغوايانيين والإيرانيين وغيرهم من أولئك اللاعبين الذين لا يجيدون إلا لغة بلادهم الأم!
الحضور اللبناني الفاعل في حدث البرازيل لا يثمّن على الصعيد الفني، إذ إن تكه جي وزخور اكتسبا من دون شك إيجابيات كثيرة، بينما بات «مجتمع الفوتسال» أكثر ثقة بقدرات لبنان، والدليل دعوة مدير العلاقات الخارجية في الاتحاد البرازيلي فرناندو فرنانديس المنتخب اللبناني للمشاركة في الدورة الدولية التي ستنظمها البرازيل الصيف المقبل بمشاركة أفضل 16 منتخباً في العالم.


مباريات تحضيرية أوروبية

كشف رئيس لجنة كرة الصالات سيمون الدويهي أن التركيز في المرحلة التحضيرية المقبلة للمنتخب الوطني سيكون عبر تأمين مباريات ودية مع منتخبات اوروبية، مشيراً الى ان الاتصالات بدأت مع اتحادات فرنسا ورومانيا واليونان والنروج وقبرص والمجر، لمواجهة احدها بعد المباراتين اللتين ستجمعان لبنان مع سوريا في نهاية الاسبوع المقبل.