في 12 كانون الأول حصل لبنان على بطاقة التأهل إلى مونديال السلة، حينها قامت الدنيا وبدأ الحديث عن الاستعداد المبكر تفادياً لأخطاء بطولة آسيا. اليوم، بعد أكثر من شهرين، ما زال منتخب لبنان بلا مدرب نتيجة خلافات أعضاء الاتحاد ليصحّ القول: «الناس بالناس...»
عبد القادر سعد
«العين بصيرة واليد قصيرة». بهذه الكلمات ردّ أحد أعضاء لجنة الإعداد الفنية على سؤال عن تعيين مدرب جديد للمنتخب الوطني، الذي لا يزال مجهولاً حتى اليوم، رغم مرور أكثر من شهرين على تأكيد مشاركة لبنان في بطولة العالم في تركيا نهاية الصيف المقبل، وقبل ستة أشهر على الحدث الكبير.
ورغم حجم المسؤولية الملقاة على عاتق أعضاء اتحاد اللعبة، كي تكون مشاركة لبنان في المونديال مشرّفة وكي لا «نتبهدل» كما حصل في بطولة آسيا الصيف الماضي، يجد المتابع لعمل الاتحاد، ومن ضمنه لجنة الإعداد والمنسق العام، أن المنتخب في وادٍ والأعضاء في واد آخر.
وبدل أن يكون الجميع في ورشة عمل مستمرة استعداداً للحدث، نجد أن الشلل حاصل نتيجة من يتصل بمن، ومن هو المسؤول تجاه من.
القصة بدأت حين قرر أعضاء الاتحاد إلغاء منصب مدير المنتخبات وتأليف لجان لإعداد المنتخب، هي: لجنة التسويق والإعلام (برئاسة بيار كاخيا)، اللجنة المالية (برئاسة محمد أبو بكر) ولجنة الإعداد الفنية (برئاسة جودت شاكر)، مع تعيين عضو الاتحاد فؤاد نعمة منسقاً لعمل تلك اللجان وعلاقتها باللجنة الإدارية للاتحاد.
وبما أن لدور لجنة الإعداد الحصة الأكبر على صعيد المنتخب الوطني فنياً، فقد بدأت تلك اللجنة التي تضم أيضاً عضوي الاتحاد طوني ديب وفادي تابت (أخيراً ضُمّ نائب الرئيس جورج بركات ورامي فواز) العمل بنشاط على وضع مسوّدة مشروع تتناول جميع مراحل تشكيل المنتخب الأول، علماً بأن الجمعية العمومية قررت توسيع صلاحية لجنة الإعداد لتشمل جميع المنتخبات.
وبعد سلسلة اجتماعات للجنة، وُضعت المسودة الآتية:
تعيين مدرب خبير في كرة السلة، تكون لديه مهمتان:
1 ـ وضع برنامج تربوي رياضي لصقل المدربين الوطنيين خلال سنة ونصف من تسلمه، ليصار بعدها إلى اعتماد الشهادة الرياضية للمدربين الوطنيين في كرة السلة.
ويأتي هذا لسدّ النقص الحاصل على صعيد مدربي كرة السلة في لبنان.
2 ـ الإشراف على المنتخبات الوطنية ووضع برامج مع مدربي المنتخبات، الذين سيكون عليهم وضع تقارير عن تنفيذ البرامج. ويقوم الخبير بتقويم عمل تلك الأجهزة الفنية، ومن لا ينجح في تطبيق البرامج يُستبدل بأشخاص آخرين. لكن بقي كل ذلك حبراً على ورق «نتيجة تعطيل المنسق فؤاد نعمة عمل لجنة الإعداد » كما يقول أحد أعضاء اللجنة. ويروي هذا العضو ما حصل قبل جلسة الاتحاد الخميس 18 الجاري، التي كان من المفروض تسمية مدرب المنتخب فيها، إذ كان مقرراً أن تجتمع لجنة الإعداد قبل جلسة الاتحاد لتسليم المسودة إلى نعمة، لكن نظراً لوجود عضوي اللجنة طوني ديب وجودت شاكر آنذاك في الاتحاد يوم الأربعاء 17 الجاري، جرى الاتصال بالعضو فادي تابت وسؤاله عن إمكان عقد الاجتماع اليوم بدلاً من الغد، فطلب تابت مهلة نصف ساعة للحضور، ولدى الاتصال بنعمة أجاب الأخير بأنه «غير مستعد للحضور بسبب الاتصال به في آخر دقيقة» كما قال عضو لجنة الإعداد.
وهنا يتساءل العضو عن أسباب العرقلة، محمّلاً نعمة مسؤولية التعطيل والتهميش وما يترتب عنه من تأثير سلبي على مشاركة المنتخب. واتهم هذا العضو نعمة بأنه يمثّل فساد الإدارة نتيجة تغليب مصلحته الشخصية وانزعاجه من تقليص صلاحياته.

نعمة يرد

ويرد نعمة على هذه الاتهمات، مشيراً إلى أن لجنة الإعداد لا تقوم بواجبها على نحو صحيح، إذ يجب أن يبلغ نعمة بجميع الاجتماعات ويكون حاضراً فيها، كذلك فإنه لا يمكنها طرح أي مسودة على اللجنة الإدارية للاتحاد بل «هذا من مسؤوليتي» مؤكداً أن ما يحصل «فيه سوء نية من أعضاء لجنة الإعداد».
ورفض نعمة أي حديث عن تعطيله عمل لجنة الإعداد، مشيراً إلى أن أعضاء هذه اللجنة يعملون وفق أحقادهم الشخصية، مضيفاً أنه أكثر الأشخاص الذين «انبسطوا» لتأليف هذه اللجنة، لكن هناك عمل إداري يجب اتباعه «وإلا فسنكون اتحاداً فاشلاً».

... وكاخيا يدافع

من جهته، لا يرى رئيس الاتحاد بيار كاخيا أن هناك تأخيراً في تعيين المدرب، لكن أي مقترحات يجب أن تعرض على الأعضاء قبل مناقشاتها، نافياً أن يكون نعمة يعطل عمل لجنة الإعداد، ليضيف: «إنّ من يوجه الاتهامات يريد أن يعرض عضلاته لا أكثر ولا أقل».

مستقبل كرة السلة اللبنانية في واد وأعضاء الاتحاد في واد آخر
وعن موعد الجلسة الجديدة للاتحاد لاختيار المدرب، يشير كاخيا إلى أنه تقرر في الجلسة الماضية أن تكون الجلسة الجديدة بعد غدٍ الخميس، علماً بأنّ أعضاء الاتحاد لا يعلمون أن الجلسة يوم الخميس!

التاريخ سيذكر

وبعد كل ما قيل، هل يمكن السكوت عمّا يحصل من لامبالاة بالنسبة إلى مشاركة المنتخب الوطني في أهم حدث سلّوي؟ إذ نرى مستقبل المنتخب ضائعاً بين «من يتصل بمن» وما هي صلاحيات كل جهة، ومتى يبلّغ الشخص بالاجتماع... إلى جانب التفاف البعض على صلاحيات البعض الآخر، كما حصل مع مدرب منتخب الناشئين غسان سركيس الذي دُعي إلى اجتماع مع نعمة وكاخيا وجرى الاتفاق على تفاصيل عقده، فيما هذا من صلاحية لجنة الإعداد.
يضاف إلى هذا الصراعات الدائرة داخل اللجنة الإدارية، إلى درجة الحديث عن تغيير الاتحاد قبل أشهر على المشاركة العالمية. فهل هناك عاقل يغيّر إدارة لعبة هي على أبواب مشاركة عالمية تتوقف عليها مستقبل اللعبة الآخذة في التراجع.
لا شك في أن فشل المنتخب في بطولة العالم نتيجة تغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة سيكون المسمار الأخير في نعش كرة السلة اللبنانية، ليبقى التاريخ يذكر أن هؤلاء هم من قضوا على أهم لعبة في تاريخ لبنان الرياضي.
فإذا كان بعض أعضاء الاتحاد قادرين على تحمّل مثل هذه الذكرى... فليكن، وليدخلوا التاريخ من أضيق أبوابه.


تعديل في المواعيد

عدّل الاتحاد اللبناني لكرة السلة في مواعيد بعض مباريات المرحلة 15 من بطولة لبنان فأصبحت مباراة هوبس مع ضيفه المتحد، بعد غدٍ عند الساعة 18.00 بدلاً من الساعة 20.00، وأصبحت مباراة أنترانيك، بقيادة مدربه إيلي نصر (الصورة)، ومضيفه أنيبال في التوقيت عينه بدلاً من الساعة 20.00 بسبب ظروف النقل التلفزيوني.