تربّعت كوريا الجنوبية على عرش القارة الصفراء للمرة الثامنة في تاريخها، بعدما توّجت بطلة لكأس أمم آسيا الـ14 لكرة اليد، بتغلّبها على البحرين في النهائي، فيما انتزعت اليابان البطاقة المونديالية من السعودية
أحمد محيي الدين
أحكمت كوريا الجنوبية قبضتها على كرة اليد الآسيوية بعد إحرازها اللقب القاري للمرة الثامنة في تاريخها، والثانية توالياً، وذلك إثر تغلبها على البحرين 32ــ25 في المباراة النهائية في قاعة حاتم عاشور في بيروت، وتأهلا إلى نهائيات كأس العالم في السويد، برفقة اليابان التي حلّت ثالثة بفوزها على السعودية 33ــ30.
وقبل الإسهاب في أجواء اليوم الأخير، فإن لبنان الذي فشل فنياً كان له الثناء الكبير، والإشادة في الناحية التنظيمية، وعلى مجمل المستويات.
وجاء النهائي أشبه بالعرس، وبحضور جمهور قلّما نشاهده في مباريات كرة اليد المحلية، وتقدّم الحضور رئيس لجنة الشباب والرياضة البرلمانية سيمون أبي رميا، ورئيس اللجنة الأولمبية أنطوان شارتييه، ورئيس رعاية الشباب والرياضة في البحرين فواز آل خليفة، فضلاً عن رئيس الاتحاد اللبناني ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي للعبة عبد الله عاشور، وأركان الاتحادين القاري والمحلي، ورؤساء الوفود.
وجاءت المباراة النهائية قوية، وخصوصاً من الجانب الكوري، الذي عرف كيف ينتزع الفوز، مستغلّاً خبرته الكبيرة مع الألقاب، ومستثمراً الأخطاء الدفاعية التي وقع فيها الخصم البحريني، الذي يخوض أول نهائي قاري في تاريخه، فأجاد الكوريون اللعب بأكثر من خطة أربكت لاعبي «الأحمر»، وخصوصاً عبر تحركات الجناح الأيسر لي تاي يونغ (12 إصابة) وتألق الحارس كانغ إيل كو (16 صدّة) ولاعب الدائرة بارك جيونغ جيو، وقد سيطر التعادل إلى أن لعبت البحرين لدقيقة واحدة بأربعة لاعبين فرفعت كوريا الفارق إلى 14ــ10، وانتهى الشوط الأول 16ــ13. وفي الشوط الثاني شرع الكوريون في توسيع الفارق، بينما حاول البحرينيون العودة إلى أجواء اللقاء عبر تسديدات يوسف علي والقائد سعيد جوهر (4 إصابات) والجناحين المتألقين محمود سلمان (6 إصابات) ومحمود الونى (5 إصابات)، إضاقةً إلى براعة الحارس محمد علي (22 صدّة)، وتفوقت الحنكة الكورية ليصل الفارق إلى 9 إصابات 28ــ19، وتنتهي المباراة بتتويج كوري 32ــ25.

البطاقة الثالثة يابانية

وتبدّدت الآمال السعودية في التأهل إلى العالمية للمرة الثانية توالياً، وانتزعت اليابان بطاقة المركز الثالث، والبطاقة الأخيرة المؤدية إلى نهائيات السويد، بفوزها عليها 33ــ30 (الشوط الأول 14ــ12) بعد وقت إضافي، وانتهى الأصلي بالتعادل 27ــ27.
لم يختلف الفريقان كثيراً في المستوى، وبالتالي الأداء، وتكافأ المنتخبان مع أفضلية لليابان في الشوط الأول بفضل تألق دفاعهم، وخلفهم الحارس تاكاشي تاكاغي، ونجمهم الأول دايسوكي ميازاكي (13 إصابة) الذي دك الشباك السعودية من مختلف الزوايا، وطبّق اللاعبون خطة دفاعية محكمة (6 ــ 0) مع ارتداد هجومي سريع، وتميّز كينجي تويودا (10 إصابات). أما في الناحية السعودية فاعتمد المدرب الألماني لاوس هاوس على الخطة الدفاعية عينها لخصمه، مع تألّق واضح للحارس مناف آل سعيد وبندر الحربي (12 إصابة) ومصصطفى الحبيب (5 إصابات). وكان التعادل السمة البارزة في كثير من الأحيان، ومع بداية الشوط الثاني بدا السعوديون أكثر عزماً، وتقدّموا بعد عشر دقائق 21ــ 18، ولعبت اليابان وهي ناقصة لاعبين اثنين من صفوفها دون أن يستثمر السعوديون الأمر، لا بل تقدم «الكمبيوتر» 27ــ 26 قبل دقيقتين، وأدرك الحبيب التعادل 27ــ27 ليحتكم المنتخبان إلى وقت إضافي حسمه اليابانيون 33ــ30.


أبي رميا يهنّئ الاتحاد

هنأ رئيس لجنة الشباب والرياضة النائب سيمون أبي رميا رئيس الاتحاد عبد الله عاشور على الجهود التي بذلها والأعضاء لإنجاح هذا الحدث المهم للرياضة اللبنانية، مردفاً «لسوء الحظ المنتخب لم يوفّق»، وأضاف «لا شك أن الإدارة الرسمية الرياضية في لبنان لم تأخذ المدى المطلوب بعد في شتى المجالات».