strong>يقف بايرن ميونيخ الألماني وإنتر ميلانو الإيطالي، اليوم السبت عند الساعة 21.45 على عتبة التاريخ عندما يلتقيان على ملعب سانتياغو برنابيو في مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، في سعي كل منهما إلى تحقيق ثلاثية تاريخية بعد ثنائية الدوري والكأس المحليين
تجمع المباراة النهائية بين فريقين يملكان سجلاً ناصعاً في المسابقة الأوروبية العريقة، وفاجأ الفريقان الجميع هذا الموسم، إذ لم يكن أحد يتوقع بلوغهما المباراة النهائية، لكنهما خالفا التوقعات وحجز كل منهما لنفسه مقعداً في سانتياغو برنابيو، وعن جدارة واستحقاق بالنظر إلى العروض الرائعة التي قدمها كل منهما في المسابقة وإقصائهما فرقاً مرشحة، حيث أزاح إنتر ميلان تشلسي الإنكليزي من ثُمن النهائي وجرد برشلونة الإسباني حامل اللقب وصاحب السداسية التاريخية الموسم الماضي من دور الأربعة، فيما راح يوفنتوس الإيطالي ومانشستر يونايتد الإنكليزي بطل 2008 ووصيف بطل 2009، ضحية الفريق البافاري، الأول في الدور الأول والثاني في ربع النهائي.
تألق بايرن ميونيخ وإنتر ميلانو لم يقتصر على المسابقة الأوروبية فقط، بل جاء محلياً أيضاً من خلال تتويج كل منهما بلقبي الدوري والكأس المحليين، ليبقى حلم كل منهما الظفر بالثلاثية التاريخية التي لم يسبق لأي منهما أن حققها منذ تأسيسه وتكرار إنجاز مانشستر يونايتد عام 1999 وبرشلونة العام الماضي.
ويأمل مدربا الفريقين الهولندي لويس فان غال (بايرن ميونيخ) والبرتغالي جوزيه مورينيو (إنتر ميلان) تحقيق إنجاز فريد من نوعه، هو إحراز اللقب الأوروبي مع فريقين مختلفين لمعادلة إنجاز النمسوي إرنست هابل مع فيينورد روتردام الهولندي عام 1970 وهامبورغ الألماني عام 1983، والألماني أوتمار هيتسفيلد مع بوروسيا دورتموند الألماني عام 1997 ثم مع بايرن ميونيخ الألماني أيضاً عام 2001. ونال فان غال اللقب القاري مع أياكس عام 1995، فيما تذوقه مورينيو مع بورتو عام 2004.
ويملك الفريقان الأسلحة اللازمة لحسم نتيجة المباراة في مصلحته لكون صفوفهما مدججة بالنجوم. ويعوّل بايرن ميونيخ على قوته الضاربة في خط الهجوم بقيادة الدولي الهولندي أريين روبن الذي يدين له الفريق البافاري كثيراً بالتأهل إلى النهائي، وخصوصاً هدفيه في مرمى فيورنتينا الإيطالي في ثُمن النهائي ومانشستر يونايتد في ربع النهائي، إلى جانب الكرواتي إيفيكا أوليتش صاحب الثلاثية في مرمى ليون الفرنسي في إياب الدور نصف النهائي، والمهاجم الواعد توماس مولر ولاعب الوسط باستيان شفاينشتايغر الذي تعقد عليه الجماهير الألمانية آمالاً كبيرة في المونديال لسد فراغ غياب النجم ميكايل بالاك بسبب الإصابة.
وسيكون النجم الفرنسي فرانك ريبيري الغائب الأكبر عن المباراة النهائية بسبب الإيقاف 3 مباريات لطرده في ذهاب الدور نصف النهائي لضربه مهاجم ليون الأرجنتيني ليساندرو لوبيز.
وحاول بايرن ميونيخ تقليص فترة العقوبة من خلال استئنافه قرار لجنة الانضباط في الاتحاد الأوروبي ولجوئه إلى محكمة التحكيم الرياضية، بيد أن محاولاته باءت بالفشل، لكن فان غال لن يواجه مشكلة في غياب ريبيري لأن خليفته الدولي التركي حميد ألتينتوب مرشح لسد الفراغ، وهو برهن على ذلك جيداً في إياب دور الأربعة عندما أسهم في الفوز الكبير على الفريق الفرنسي، سواء من الناحية الدفاعية أو الهجومية.

فان غال: بديل ريبيري جاهز

وقال فان غال: «لا شك في أن غياب ريبيري يمثّل ضربة موجعة، إنه لاعب كبير ويملك خبرة كبيرة في الملاعب الأوروبية وبإمكانه حسم نتيجة المباراة في أي وقت، لكن ما عسانا نفعل؟ فهو موقوف وبديله جاهز». وتابع: «إنها أمور غير متوقعة، ويجب التعامل معها جيداً. بايرن ميونيخ لا يتوقف على لاعب واحد، إنها مجموعة من اللاعبين ستبذل كل ما في وسعها لإحراز اللقب القاري».
يذكر أنه الموسم الأول لفان غال مع بايرن ميونيخ، وقد استطاع أن يخرجه من البداية المخيبة للموسم إلى تألق بارع في نهايته.
ورأى فان غال أن حظوظ فريقه أكبر في مواجهته مع إنتر ميلان، وقال: «فرصتنا أمام إنتر ميلان أكبر بكثير مما لو أن المواجهة مع برشلونة. إنتر ميلان لا يلعب بأسلوب هجومي كما برشلونة».
وتكتسي المباراة أهمية كبيرة بالنسبة إلى روبن، لأنها تقام على ملعب ريال مدريد الذي استغنى عن خدماته مطلع الموسم الحالي بعدما تعاقد مع نجومه: البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي كاكا والفرنسي كريم بنزيمة وتشابي ألونسو. وسيحاول روبن بذل ما في وسعه للظفر باللقب الذي كانت تحلم به جماهير النادي الملكي الذي خرج خالي الوفاض من جميع المسابقات. ولا يختلف الأمر بالنسبة إلى مواطنه لاعب وسط إنتر ميلان ويسلي شنايدر والأرجنتيني استيبان كامبياسو ومواطنه والتر صامويل.

يملك الفريقان الأسلحة اللازمة لحسم نتيجة المباراة في مصلحته
في المقابل، يملك إنتر ميلان تشكيلة زاخرة بالنجوم، ووحدهما المهاجم الغاني الأصل ماريو بالوتيلي والمدافع العملاق ماركو ماتيراتزي حظيا كإيطاليين بشرف اللعب أحياناً أساسيين، لأن التشكيلة الأساسية كلها نجوم من خارج إيطاليا، بدءاً من حراسة المرمى حيث البرازيلي جوليو سيزار، مروراً بخط الدفاع حيث يلعب مواطناه لوسيو ومايكون والأرجنتينيان خافيير زانيتي ووالتر صامويل، وخط الوسط بوجود الصربي ديان ستانكوفيتش والأرجنتيني استيبان كامبياسو والهولندي ويسلي شنايدر، وصولاً إلى خط الهجوم والكاميروني صامويل إيتو والمقدوني غوران بانديف والأرجنتيني غابريال ميليتو صاحب 22 هدفاً في الكالتشيو.
ويعوّل مورينيو كثيراً على مباراة اليوم، لأنها قد تكون الأخيرة له مع إنتر ميلان، لأنه مرشح بقوة للانتقال إلى تدريب ريال مدريد الإسباني خلفاً للتشيلي مانويل بيليغريني، كذلك فإنه لن يكون له أي حافز لمواصلة مشواره مع النادي الإيطالي حتى عام 2012 بما أنه سيحقق حلم الإنتر ورئيسه ماسيمو موراتي الذي صرف أموالاً طائلة للظفر بلقب المسابقة الأوروبية العريقة.

مورينيو: لحسم خياره

يمكن أن يكون نهائي اليوم آخر مباراة يخوضها المدرب البرتغالي مع ناديه الحالي، ورغم أن عقد مورينيو مع انتر ميلان ينتهي في عام 2012، فقد أعرب في الآونة الأخيرة عن أمله بتدريب نادي ريال مدريد الاسباني، مشيراً إلى أن «خياراتي الوحيدة هي ريال مدريد او انتر ميلان». ومن المرجح أن يحسم خياره بشأن الانتقال الى ريال مدريد أو البقاء مع الأنتر قريباً.
ويشار إلى انه سبق له أن قاد بورتو الى لقب دوري ابطال اوروبا عام 2004 وتشلسي الانكليزي الى اللقب المحلي عامي 2005 و2006، وانتر ميلان الى اللقب المحلي في العامين الاخيرين مع كأس ايطاليا هذا الموسم.


ريبيري باقٍ في بايرن وبحسب ما ذكرت صحيفة «بيلد» الألمانية، فإن العقد سيُوَقّع هذا الأسبوع في العاصمة الإسبانية مدريد، حيث يخوض الفريق الألماني المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا اليوم ضد إنتر ميلان الإيطالي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه جرى التوصل إلى اتفاق بين المسؤولين البافاريين ومديري أعمال ريبيري، ألن ميلياسيو وجان بيار بيرنيس، يقضي بأن يتقاضى ريبيري، الذي لن يخوض نهائي دوري الأبطال بسبب إيقاف الاتحاد الأوروبي له، أجراً سنوياً مقداره 10 ملايين يورو، في عقد يمتد حتى عام 2015.


لام وشفاينشتايغر مرتاحان