تصدّرت جائزة سنغافورة الكبرى، المرحلة الثالثة عشرة من بطولة العالم لسباقات سيارات الفورمولا 1 والمقررة الأحد المقبل، العناوين منذ أيام بعدما جرى التداول بإمكانية إلغائها أو تأجيلها بسبب الدخان الكثيف الناجم عن حرائق الغابات في اندونيسيا التي من شأنها أن تؤثّر سلباً في السباق، غير أن المنظمين بددوا الشكوك أمس مؤكدين أنها ستقام في موعدها.
ويمكن للدخان الكثيف الذي حملته الرياح إلى سنغافورة أن يمثل خطراً على السائقين وخصوصاً أن السباق يقام في الليل وتحت الأضواء الكاشفة، لكن المنظمين أكدوا عدم نيّتهم تغيير موعد السباق أو إلغاءه، محذّرين في الوقت نفسه من إمكانية تدهور الوضع ليس من يوم ليوم فقط بل من ساعة لساعة ايضا، كما أنه بالإمكان أن يتحسّن أيضاً استناداً إلى وجهة الرياح.
وسيتولّى المنظمون تحذير المشجعين الوافدين إلى الحلبة من مستوى التلوث الهوائي والدخان عبر الشاشات الموزعة في المكان، كما ستكون الأقنعة الطبية الواقية من الروائح والدخان متوافرة، وسيكون هناك طواقم طبية جاهزة لمساعدة المشجعين اذا واجهتهم أي مشاكل في التنفس أو الرؤية.
وتتكرر هذه الحرائق في مثل هذا الوقت من كل سنة في إندونيسيا، وسببها غالباً تقنيات تقليدية مستخدمة في تخصيب الأرض بإضرام النار.
وكان أقسى هذه الحرائق عامي 1997 و1998، حين أفلتت ألسنة اللهب من أي سيطرة وأدت إلى تكوّن سحب ملوثة في أجزاء واسعة من جنوب شرق آسيا، مع أضرار كبيرة على الصحة العامة وحركة الطيران.
وقُدِّرت الخسائر الإقتصادية وحدها بنحو 9,3 مليارات دولار.
وبدأت السلطات الإندونيسية الإثنين استخدام الطائرات المروحية لرش المياه فوق الغابات التي تجتاحها الحرائق منذ شهرين وينبعث منها الدخان الملوث وصولاً إلى ماليزيا وسنغافورة المجاورتين.
ولم يكن ممكناً أن تبدأ هذه العمليات الأسبوع الماضي، بسبب الدخان الكثيف الذي كان يمثل خطراً على سلامة الطائرات.
وقد أثّرت الحرائق في الأسبوعين الأخيرين في صحة عشرات الألوف من السكان في سومطرة وكاليمنتان، واضطر المواطنون لوضع أقنعة، كما أُغلقت المدارس وتوقفت حركة الملاحة الجوية.