البقاء للأقوى»، هو الشعار الذي سترفعه المنتخبات انطلاقاً من دور الـ16 الذي سينطلق اليوم، حيث سيُلجأ إلى نظام خروج المغلوب. وتلعب اليوم الأوروغواي أمام كوريا الجنوبية (17.00 بتوقيت بيروت)، وغانا أمام الولايات المتحدة (21.30)، بينما يحمل يوم غدٍ موقعتين ناريتين تجمعان ألمانيا أمام إنكلترا (17.00)، والأرجنتين أمام المكسيك (21.30). في المباراة الأولى، سيكون المنتخب الكوري الجنوبي العقبة الأولى في وجه نظيره الأوروغواياني في طريق الأخير لاستعادة أمجاد الأيام الغابرة، وذلك عندما يواجهه على ملعب «نلسون مانديلا باي» في بورت إليزابيث.
وقدّم الـ«لا سيليستي» مستوى لافتاً في دور المجموعات، ونجح في حسم المجموعة الأولى لمصلحته، متفوّقاً على فرنسا وصيفة بطل 2006 وجنوب أفريقيا المضيفة والمكسيك التي رافقته إلى دور الـ16، مقدّماً أداءً مميزاً في الناحيتين الهجومية والدفاعية، إذ لم تتلقّ شباكه أي هدف.
وإذا نجح بطل 1930 و1950 في تخطي عقبة «محاربي التايغوك»، فستكون بانتظاره مواجهة في متناوله أيضاً، لأنه سيلتقي الفائز من مباراة غانا والولايات المتحدة في الدور نصف النهائي.
ومن المؤكد أن المنتخب الكوري الجنوبي ليس الأفضل في النسخة التاسعة عشرة من العرس الكروي العالمي، لكنه ليس بالخصم الذي يستهان به على الإطلاق؛ لأنه يملك العناصر المميزة مثل لاعب مانشستر يونايتد الإنكليزي بارك جي سونغ ومهاجم موناكو الفرنسي بارك شو يونغ، والسرعة التي بإمكانها أن تباغت أي دفاع، وخصوصاً في الهجمات المرتدة، وهو الأمر الذي يعتمد عليه المنتخب الآسيوي في مواجهته مع نظيره الأميركي الجنوبي المرجح لأن يضغط على منافسه منذ البداية بأسلوبه الهجومي المميز.
وفي المباراة الثانية، تدافع غانا عن سمعة القارة السمراء عندما تلاقي الولايات المتحدة على ملعب «رويال بافوكينغ ستاديوم» في راستنبرغوتسعى غانا إلى ضرب عصفورين بحجر واحد، الأول هو تحقيق إنجاز تاريخي ببلوغها الدور ربع النهائي في مشاركتها الثانية على التوالي وتعويض فشلها في مونديال ألمانيا 2006 عندما خرجت على يد البرازيل، والثاني هو ضمان بقاء ممثل للقارة السمراء في المنافسة على لقب المونديال الذي تحتضنه أفريقيا للمرة الأولى على أرضها، وذلك بعد الخروج الجماعي لممثلي القارة، أي جنوب أفريقيا المضيفة والجزائر والكاميرون ونيجيريا وساحل العاج.
ويسعى المنتخب الأميركي ومدربه بوب برادلي إلى تكرار إنجاز كأس القارات العام الماضي عندما بلغوا المباراة النهائية على حساب إسبانيا بطلة أوروبا (2ـ0) قبل أن يخسروا أمام البرازيل 2ـ3 بعدما تقدموا 2ـ0 في الشوط الأول.
ونجح برادلي في تشكيل منتخب هو مزيج بين اللاعبين المخضرمين أمثال لاندون دونوفان والقائد كارلوس بوكانيغرا وحارس المرمى تيم هاورد والصاعدين أمثال نجله مايكل وروبي فيندلي وبيني فيلهايبر، واستفاد من احتراف البعض في القارة الأوروبية والجزء الباقي في دوري كرة القدم للمحترفين داخل الولايات المتحدة.

مباراتا الغد

تتجه الأنظار إلى مدينة بلومفونتين التي سيستضيف ملعبها «أم المعارك» بين ألمانيا وغريمتها القديمة إنكلترا في أبرز مواجهات دور الـ16.
ويعلم المنتخبان أنه لا مجال للخطأ في هذا الدور بعد الصعوبات التي واجهاها في الدور الأول، حيث انتظرا الجولة الأخيرة لحسم تأهلهما. وكما هي العادة، انطلقت الحرب الكلامية بين البلدين قبل بداية لقائهما، وعبّر الإيطالي فابيو كابيللو مدرب إنكلترا عن عدم خشيته من «المانشافت»، بينما أكد قائد هذا الأخير فيليب لام جهوزية بلاده لإطاحة الإنكليز.
ويبقى التخوف أيضاً من ردات فعل الجمهورين التقليدية خارج الملعب قبل المباراة وبعدها.
ولن تقلّ مواجهة الأرجنتين والمكسيك أهمية، حيث يسعى رجال دييغو مارادونا إلى مواصلة عزف سيمفونيتهم بقيادة النجم ليونيل ميسي، بعدما حققوا علامة كاملة في الدور الأول، لكنهم سيصطدمون بمنافس شرس يسعى إلى الثأر لخسارته في الدور ذاته في مونديال 2006 في ألمانيا.