كدنا ندفع الثمن. لم تكن نيجيريا بعيدة عن إدراك التعادل». هذا ما صرّح به مدرب الأرجنتين دييغو مارادونا بعدما خرج منتخبه فائزاً على نيجيريا بهدفٍ وحيد في المجموعة الثانية، التي شهدت فوزاً لافتاً لكوريا الجنوبية على اليونان بطلة كأس أوروبا 2004 بهدفين نظيفين.
الأرجنتين ـ نيجيريا 1 ـ 0

خرج المنتخب الأرجنتيني بالنقاط الثلاث أمام نظيره النيجيري بفوزه عليه 1ـ0، على ملعب «إيليس بارك» في جوهانسبورغ.
وحمل غابريال هاينتزه الأفراح إلى الأرجنتينيين بتسجيله هدف المباراة الوحيد بطريقة رائعة، عندما طار سابحاً برأسه لكرة آتية من ركنية نفذها المخضرم خوان سيباستيان فيرون، فأسكنها مدافع مرسيليا الفرنسي في الزاوية العليا اليمنى للمرمى النيجيري في الدقيقة السادسة.
وكما كان متوقعاً، خاض مارادونا المباراة بتشكيلة هجومية قوامها ليونيل ميسي، كارلوس تيفيز وغونزالو هيغوين من ريال مدريد، وهؤلاء سجلوا 80 هدفاً لأنديتهم في الموسم المنتهي.
ومن دون شك، استحق المنتخب الأرجنتيني الفوز، وكان يمكن أن يخرج بعددٍ وافر من الأهداف لولا تألق أفضل لاعب في اللقاء الحارس النيجيري فنسنت إينييما في الذود عن مرماه، منقذاً محاولات عدة أبرزها ثلاث لميسي.
في المقابل، بدت الرعونة واضحة على مهاجمي نيجيريا الذين أهدروا بعض الفرص السهلة التي سنحت لهم، وخصوصاً في الشوط الثاني. ورغم سيطرة منتخب الأرجنتين، فإن خط دفاعه بدا مهتزاً بعض الشيء في كل مرة كان المنتخب النيجيري يقوم بهجمة مضادة سريعة، لكن تسرع مهاجمي الأخير حال دون تسجيلهم الأهداف. وكان ميسي بطل «الفرص الضائعة» في هذه المباراة، وذلك بسبب تألق إينييما، وكانت أولى مواجهاتهما عندما تسلم الرقم 10 الكرة في منتصف الملعب وسار بها خطوات عدة قبل أن يسددها بحرفنة فأبعدها الحارس النيجيري بأطراف أصابعه (19). ولعب ميسي ركلة حرة باتجاه آنخل دي ماريا التي أعادها له بسرعة داخل المنطقة، فتخلص الأول من مدافع وسددها في الزاوية البعيدة، لكن إينييما طار لها (41).
وفي الشوط الثاني، أشرك مدرب نيجيريا مهاجمه السريع أوبافيمي مارتنز في محاولة للضغط على الدفاع الأرجنتيني البطيء بعض الشيء، ثم سرعان ما لعب ورقته الهجومية الثانية بإشراك بيتر أوديموينغي. لكن الخطورة استمرت أرجنتينية، وقاد تيفيز هجمة سريعة ومرر كرة متقنة إلى ميسي الذي سدد إلى جانب المرمى (65)، ثم تدخل الحارس النيجيري مرة جديدة لإنقاذ مرماه من هدف لهيغوين (67). وارتكب الدفاع الأرجنتيني خطأً، فاستغل الظهير الأيسر تايي تايوو الموقف ليطلق كرة قوية زاحفة مسحت القائم الأيسر (70).

كوريا الجنوبية ـ اليونان 2 ـ 0

بدأ منتخب اليونان مونديال 2010 من حيث أنهى مشاركته الأخيرة، إذ عجز عن الوصول إلى الشباك، وخرج خاسراً أمام نظيره الكوري الجنوبي 0ـ2، على ملعب «نلسون مانديلا باي» في بورت إليزابيث.
وبدت اليونان بعيدة كل البعد عن ذكريات 2004 عندما فاجأت العالم وتوّجت بطلة لأوروبا على حساب البرتغال، بينما ظهرت كوريا الجنوبية بمستوى مميز جداً، سواء من الناحية الدفاعية أو الهجومية التي اتسمت بالهجمات المرتدة السريعة والخطيرة جداً.
وجاء الهدف الأول للكوريين إثر ركلة ركنية نفذت من الجهة اليسرى فوصلت إلى مدافع كاشيما إنتلرز الياباني لي جونغ ـ سو الذي أطلقها مباشرة في الشباك اليونانية، مستفيداً من فشل ثلاثة مدافعين في اعتراضها (7).
ومع بداية الشوط الثاني، ضرب الكوريون مجدداً وعززوا تقدّمهم باكراً عبر جناح مانشستر يونايتد الإنكليزي بارك جي ـ سونغ الذي استفاد من خطأ فادح للمدافع لوكاس فينترا ليخطف الكرة منه، ثم توغل ووضعها بعيداً عن متناول الحارس تزورفاس (52).


إنها «نوستالجيا» زيدان في «بيتر موكابا»الساعة تشير الآن إلى الثانية والنصف ظهراً، الشمس تلمع، وقلب زيدان يخفق. بالتأكيد سيمر في هذه الأثناء شريط حياة اللاعب في ثوان. سيتذكر أشقاءه في الجزائر نور الدين وفريد وجميل وليلى، الحي، المنزل الذي انطلقت منه العائلة باتجاه بلاد الهجرة، باتجاه الحلم، باتجاه النجومية.
هناك في فرنسا حيث نشأ «زيزو» في مدينة مرسيليا بعيداً عن بلاده الأصلية، خطّ اللاعب مسيرة مظفّرة توّجها بنيل لقب كأس العالم 1998، حيث احتفلت به الجزائر قبل فرنسا.
وها هو اللاعب يردّ الدين إلى بلاده الأصلية، يعود إلى جذوره الأولى، إلى تراب بجاية مدينته. ها هو الحنين يقود أفضل لاعب في العالم سابقاً إلى أن يختار متابعة الجزائر في المدرجات لا فرنسا، لكي يشدّ أزر «ثعالب الصحراء» الطريّ العود في هذه المسابقة.
زيدان وجد نفسه أمام «مسؤولية وطنية»، مسؤولية حمّلها إياه الرئيس عبد العزيز بو تفليقة عندما منحه وساماً وطنياً، وها هو «زيزو» يلبّي النداء.
لا يهم إن خسرت الجزائر في لقائها أمام سلوفينيا. المهم أن زيدان كان في المدرجات. المهم أن زيدان كان يستمتع بذلك الشعور الرائع. شعور أن تنتمي إلى أرض... أن تنتمي إلى وطن.
يذكر ان زيدان قام في اواخر شباط الماضي بزيارة الجزائر حيث شارك الى جانب زملائه في تشكيلة المنتخب الفرنسي الذي توّج بلقب مونديال 1998، في مباراة ودية لكرة القدم للصالات ضد لاعبين من المنتخب الجزائري الذي شارك في مونديال 1982.
وكان زيدان قد زار الجزائر في كانون الاول 2006 ايضاً بدعوة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حيث حظي باستقبال الأبطال.