تفاعلت، أمس، استقالة تسعة أعضاء من اللجنة الإدارية للاتحاد اللبناني لكرة السلة، وكان البارز فتح النار من قبل رئيس الاتحاد بيار كاخيا على الأعضاء المستقيلين وعلى رئيس الاتحاد الأسبق جان همام، وفتح ملفات قديمة
عبد القادر سعد
لم يكن أمس يوم الهدوء ما بعد العاصفة. فرئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة بيار كاخيا وجّه سهامه نحو جهات عدة، خلال مقابلة إذاعية على إذاعة صوت الشعب، ضمن برنامج «لقاءات رياضية». وجاء ردّ كاخيا على وقع احتجاجات بدأت تتصاعد في طرابلس مع رفع لافتات والحديث عن خطوات تصعيدية أخرى.
كاخيا رأى أن ما حصل سمح له بأن يكتشف الحقير والتابع والمستزلم والذي ينتظر تعليمات معلّمه، وأنه تعايش مجبراً مع هؤلاء الأشخاص. وكان اللافت في حديثه التهجّم على رئيس الاتحاد الأسبق جان همام، وفتح ملفات قديمة، وإشارته إلى مبلغ الـ400 ألف دولار الذي ورثه ديناً من أيام همام، إضافة إلى مشاكل الأخير مع الاتحاد الآسيوي في عام 2000.
وغمز كاخيا من قناة تأثّر مشاركة منتخب لبنان في المونديال بما حدث اتحادياً، إضافة الى احتمال خسارة لبنان شرف استضافة بطولتي كأس ستانكوفيتش وكأس آسيا 2011 المؤهّلة إلى أولمبياد لندن 2012. ورمى الكرة في ملعب الوزارة، محملاً إياها مسؤولية حماية منتخب لبنان وكل الجهد الذي بُذل للمشاركة في بطولة العالم.
وتطرّق كاخيا أيضاً إلى أن ما حصل يهدف الى إفشال مساعي رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، لكونه تكفّل بجميع مصاريف المنتخب، إضافة الى ثمن بطاقة الدعوة، ما يعني أن المسألة وراءها أهداف سياسية.
«الأخبار» سألت كاخيا عن سبب التحدث في هذه الأمور الآن، ولماذا لم يفتح هذه الملفات سابقاً، إضافة إلى تهجّمه على همام تحديداً، علماً بأنه ساعده كثيراً؟ فأجاب بأنه حاول سابقاً العمل مع هؤلاء الأشخاص، لكن «ماذا تريد أن أفعل، أقول لهم اذهبوا إلى بيوتكم؟». وعن موضوع همام قال كاخيا «إنه هو وراء استقالات الأعضاء، وكان في السابق لديه عقدة أنطوان شويري، أما الآن فلديه عقدة بيار كاخيا». وأضاف «أنا من حمى رأس جان همام في انتخابات اللجنة الأولمبية. فجهاد سلامة وهاشم حيدر وحسام زبيبو طلبوا مني الترشّح كي يشطِّبوا همام لكني رفضت، حينها أسقطوا غسان فارس كي لا يكون اثنان متحالفين في اللجنة الأولمبية».
وحاولت «الأخبار» معرفة رأي همام في ما قيل، لكن الاتصال لم يحصل معه لأسباب تتعلّق به.
كلام كاخيا أثار التساؤلات بشأن مسألتين: منتخب لبنان والمشاركة في المونديال، وموضوع استضافة لبنان لكأسي ستانكوفيتش وآسيا 2011.

تصاعد همس عن نية الاتحاد الجديد الذهاب الى كأس العالم بمدرب وطني
في المسألة الأولى، تصاعد همس عن نية الاتحاد الجديد الذهاب الى كأس العالم بمدرب وطني (قيل غسان سركيس) وتعيين إيلي مشنتف مديراً للمنتخبات، والاكتفاء بمشاركة عادية في المونديال، من دون التعاقد مع لاعبين مجنّسين. وتكمن المسألة في أن الأموال التي جرى الحديث عنها (مليون دولار) والتي قام كاخيا بتأمينها لم تصل فعلياً، مع إمكان التراجع وعدم دفع هذا المبلغ من قبل الدولة.
هذه الدولة التي تعدّ نفسها معنية بمشاركة المنتخب وحريصة على المصلحة الوطنية التي تطغى على أي مصلحة أخرى، ما يعزز إمكان تأليف لجنة خماسية لمتابعة أمور المنتخب.
أما مسألة استضافة المسابقتين الآسيويتين وما إذا كان التغيير الاتحادي يؤثر، فإن الأمين العام المساعد في الاتحاد الآسيوي هاغوب خاجيريان أوضح لـ«الأخبار» أنه سؤال جيد يجب أن يطرحه كل لبناني (وهو منهم)، والقلق من أن الأمور قد تأخذ منحى لا يصبّ في مصلحة لبنان.
ويأتي التخوّف من منطلق أن دولاً عدة «مستقتلة» على استضافة البطولتين ومستعدة للضغط إذا علمت أن الاتحاد اللبناني يمر في أزمة إدارية.

الانتخابات المقبلة

ومع استقالة الأعضاء والإعداد للانتخابات الجديدة، بدأت السيناريوهات تطلّ برأسها. وما هو مؤكّد حتى الآن مشاركة كاخيا في هذه الانتخابات بلائحة «تضم الرياضيين الذين عندهم ضمير وكرامة، وخصوصاً بعد التجربة السابقة مع أشخاص غير أوفياء ولا يعملون لمصلحة اللعبة بل لمصالح شخصية» كما قال. وهذا يعني أن المعركة ستكون صعبة وقاسية و«مكلفة»، وخصوصاً بعد الحديث عن رصد إمكانيات كبيرة لها.
وهذا ما قد يفتح الباب على محاولة تسويات، إذ قيل إن أحد العروض التي ستقدم هي تأجيل الانتخابات الى ما بعد المونديال، شرط ألا يترشّح كاخيا للانتخابات، علماً بأن هذا الطرح غير مؤكد، وخصوصاً مع غياب الفريق الآخر عن السمع.
وتشير مصادر مقرّبة من كاخيا إلى أن الفريق الآخر يعرف أن لبنان مقبل على استحقاقات سلّوية قادر على التألّق فيها، ومنها إمكان إحراز لبنان لكأس ستانكوفيتش، والحظوظ الكبيرة لناشئيه للتأهل إلى نهائيات كأس العالم، إضافة الى الفرصة الكبيرة التي يملكها لبنان في المونديال إذا ما سارت الأمور كما هو مرسوم لها.


الوضع السيّئ

«الوضع سيّئ». بهاتين الكلمتين ردّ رئيس لجنة المنتخبات جودت شاكر (الصورة) على سؤال عن وضع المنتخب، معتبراً أن سقوط الاتحاد يعني حلّ جميع اللجان أوتوماتيكياً. وهذا يعني أن جميع الاستعدادات قد تتوقف، علماً بأن مدرب المنتخب أنطوني بالدوين سيصل الاثنين إلى بيروت، بعد أن طُلب منه تأجيل حضوره، لكون الموعد الأول كان في 8 الجاري.