ينسج تشلسي في الوقت الحالي لحناً جميلاً في الدوري الإنكليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا، حيث أظهر عن قوة كبيرة في الدفاع والهجوم بقيادة أنشلوتي، فما هي يا ترى أسباب هذه الفورة الزرقاء؟
حسن زين الدين
لا شك أن قسماً من سكان العاصمة الإنكليزية، لندن، وتحديداً في مدينة تشلسي، يعيشون أفضل أيامهم حالياً، إذ إن كل شيء يبدو مشرقاً هناك هذه الأيام، رغم الضباب الذي لا يبارح مدينتهم، فناديهم تشلسي يقدم أفضل العروض ربما في تاريخه مع انطلاق الموسم الجديد. 6-0 على كل من ويست بروميتش ألبيون وويغان، 2-0 على ستوك سيتي، 3-1 على وست هام و4-0 على بلاكبول في الدوري الإنكليزي الممتاز، إضافة الى 4-1 على زيلينا السلوفاكي في دوري أبطال أوروبا، إذاً 25 هدفاً في 6 مباريات ولم تتلقّ شباك حارسه التشيكي بيتر تشيك سوى هدفين. يبدو هذا الرقم خيالياً بكل المقاييس، ما دفع مكاتب المراهنات سريعاً الى ترشيح «البلوز» للفوز بالدوري هذا الموسم بواقع 8/11.
إذاً، كل السبل تؤدي الى احتفاظ تشلسي باللقب هذا الموسم، وخصوصاً أنه يبتعد بـ 4 نقاط عن منافسيه مانشستر يونايتد وأرسنال، وهذا فارق مهم في انطلاق البطولة، غير أن مدربه الفذ الإيطالي كارلو أنشلوتي يبدو واقعياً، إذ يعتبر أن الفريق لم يلعب بعد مباريات كبيرة، وما اللقاء المقبل أمام مانشستر سيتي سوى اختبار حقيقي لقدرات الفريق.
كلام منطقي جداً من أنشلوتي، إذ إن تشلسي لم يلعب بعد مباريات من الطراز الرفيع وخصوصاً مع «البيغ فور» ونعني هنا مانشستر يونايتد وأرسنال وليفربول. لكن رغم ذلك، فإن النادي قادر على تخطي كل هذه الفرق لا لنتائجه السالفة الذكر فحسب، بل لأدائه الرائع في الآونة الأخيرة.

أثر بطء الألماني بالاك على سرعة تشلسي في وسط الملعب
ولتحليل سر أداء ونتائج تشلسي، لا بد من التوقف عند نقاط عدة برزت أخيراً، أولاها روح الفريق واللعب الجماعي الذي يتسم به أسلوبه حالياً وهذا نتاج لعمل طويل يمتد لأربع سنوات، حيث إن الفريق لا يزال يضم العناصر نفسها التي لم يضف إليها إلا تدعيمات قليلة، ما يؤدي الى أن الفريق بات لحمة واحدة. وثمة انسجام بين عناصره بدا جليّاً هذا الموسم. ثانية النقاط هي تخلص النادي من لاعب كان يؤثر على سرعة الفريق في وسط الملعب لمواكبة الهجوم، ونعني هنا الألماني ميكايل بالاك وهذا ما لاحظناه أيضاً في صفوف المنتخب الألماني، حيث الكل يعلم أن أداء بالاك يتّسم بالبطء، وهذا ما لا يتلاءم مع أسلوب الكرة الإنكليزية.
ثالثة النقاط هي الفورة الفرنسية في الفريق والمتمثلة بنيكولا انيلكا وفلوران مالودا اللذين يقدمان أفضل مواسمهما وذلك كردّ على إقصاء الأول من صفوف المنتخب الفرنسي عقاباً له على خلفية الأحداث التي وقعت في المعسكر الفرنسي في مونديال 2010.
وما الحركة التي قام بها انيلكا خلال احتفاله بهدفه أمام زيلينا حين وضع الأصفاد في يديه ومن ثم تحريرهما سوى ردّ واضح للاتحاد الفرنسي وتوجيه رسالة بأن إقصاءه عن المنتخب لم يقف حائلاً دون إبداعه.


تقشّف رغم النتائج الرائعة!

أكد الروسي رومان أبراموفيتش، مالك تشلسي، أنه لم يعد ينفق مبالغ ضخمة في تعاقداته مثلما كان يحدث في الماضي، مشيراً إلى أنه خفض أيضاً قيمة رواتب بعض اللاعبين. جدير بالذكر أن الصفقة الأكبر التي أبرمها النادي هذا الصيف كانت ضم لاعب الوسط البرازيلي راميريس (الصورة) مقابل 16 مليون جنيه استرليني