■ البداية من النهاية، لماذا استقلت من رئاسة النادي وهل هي استقالة جماعية كلجنة إدارية أم استقالة منفردة؟هي استقالة منفردة وأنا لا ألزم أحداً بأي قرار وليس هدفي من الاستقالة تدمير النادي. وإذا كانت اللجنة الادارية قادرة على إيجاد بديل ممول فسأكون سعيداً جداً. أما عن سبب الاستقالة، فبكل بساطة كنا مستعدين أن نضحي وندفع من جيبنا الخاص لكن لسنا مستعدين أن نضحي بكرامتنا. ولست مستعد أن أضحي وفي الوقت عينه أُتهم بالسرقة والتزوير وإساءة الأمانة. فمن لحظة بدء العمل بدأت الحرب علينا، وكلام حول وجود بديل. وأنا من اليوم الأول قلت أن لا هدف سياسياً لي، وإذا كان هناك من يريد التمويل فليتفضل. فالحكمة نادٍ كبير وأكبر من الجميع، وبالتالي أهلاً وسهلاً بكل شخص يدعم النادي. لكن الكارثة إذا لم تكن هناك جهة ممولة وبالتالي يدخل النادي في المجهول.

■ تقول إنك تعرّضت لاتهامات ظالمة حول السرقة والتزوير، فهل هناك إثباتات تؤكد عكس ذلك؟
طبعاً، فهناك حسابات ومدققون من مكتب جورج غريب. كما أن الاتهام بالسرقة يمكن أن يحضر بحال كانت هناك جهة تقدم الأموال ونقوم نحن بسرقتها. لكن كيف يمكن سرقة أموال نحن نقدمها. فهل يمكن للمرء أن يسرق نفسه؟ فأنا دفعت خلال موسمين أكثر من 500 ألف دولار غير المبالغ التي دفعها جورج شلهوب، اضافة الى تسديد جميع المبالغ التي التزمنا بها قبل استقالتي. فالأخير أوفى بالتزماته رغم أن الرياضة لا تعنيه، لكنه وقف الى جانب نادي الحكمة وفاء لذكرى والده رئيس النادي الأسبق هنري شلهوب. وهو دفع وضحى ولم يمنن أحداً. لكن في الوقت عينه لا يقبل أن يقال عنه إنه يسعى وراء مشروع تجاري يدر عليه الأرباح، في ما يتعلّق بمشروع ملعب الحكمة في عين نجم.

■ ما هي قصة هذا المشروع الذي قيل الكثير حوله؟
من خلال خبرتي في ادارة الحكمة من أيام هنري شلهوب مروراً بطلال مقدسي وانتهاء برئاستي، تعلمت بأن النادي لا يمكن أن يقوم على ممول واحد. ففي كل عام هناك مشكلة، وبالتالي يجب على النادي أن يعتمد على موارد عديدة. حاولنا جلب معلنين واقامة حفلات دعم وتقدمنا بطلب مساعدة من وزارة الشباب والرياضة. ثم فكّرنا بإقامة ملعب كبير في المدرسة في الأشرفية نظراً إلى رمزيتها بالنسبة للحكمة والعكس صحيح. لكن المطران بولس مطر رفض الفكرة فكان البديل في ملعب النادي في عين نجم. هناك ورقة من المطران خليل أبي نادر تنص على أن الأرض هي بتصرف النادي طالما هو قائم. لكن هذه الورقة ليست وكالة ولا عقداً غير قابل للعزل. فهي مجرد ورقة تسامح من دون بدل. وقد سألنا عدداً من القانونيين بمن فيهم أشخاص تابعون للمطرانية وأشاروا الى أنها قابلة للتغيير من قبل المطران الحالي. لكن حفاظاً على حقوق النادي في المستقبل، كان التوجه نحو اقامة عقود تجمع ثلاثة أطراف المطرانية والنادي والجهة الممولة. وحصلنا على موافقة مبدئية من المطران مطر بأن هذا التوجه مقبول. فهو يهمه أمر النادي وأن لا يعاني مشاكل في كل عام. فوضعت دراسة لمشروع رائع يخدم الأجيال ويؤمن الموارد للنادي لكن لم نقدمها لأي طرف حيث كنا بانتظار استكمالها. وحينها بدأ الهجوم علينا، والمضحك هو الجدل حول اسم المجمع وضرورة تسميته بإسم أنطوان شويري. فكيف يمكن لجورج شلهوب أن يموّل مشروعاً ولا يقوم بتسميته باسم والده؟ ورغم ذلك نحن رحبنا بأي طرف يمول المشروع. فالهدف هو تأمين موارد للنادي لفترة 27 سنة للمستقبل، وليس اقامة مشروع تجاري. فنحن قادرون على اقامة مثل هذا المشروع على أي أرض أخرى في عين نجم.
والمضحك، الحديث عن محاولة ابتزاز من قبلنا، لكن في الواقع نحن لسنا في هذا الوارد ومن يريد أن يساعد فليتفضل، لكن الكلام عن رغبتنا في تحقيق أرباح تجارية فهو تجنٍّ. فنحن لدينا ما يكفي من الأعمال الخاصة.

■ لماذا وصلت الأمور الى هذه الحال المزرية وأين أصبح البروتوكول الذي حكي عنه حول تمويل وعقود لسنوات ولماذا نكثت القوات بالعقود؟
هم لديهم أسبابهم الخاصة ومنها النتائج المخيبة للآمال. لكن ما يعنيني هو الالتزامات التي قدمناها كفريق جورج شلهوب. فنحن التزمنا بمبلغ معين في أول الموسم ودفعنا أكثر منه. وكذلك الأمر في الموسم الثاني.

■ تحدثت عن نتائج مخيبة، فهل تعتبر نفسك فشلت في رئاسة النادي على الصعيد الفني؟
على الورق فشلنا كوننا لم نحقق اللقب الذي كنا نحلم به رغم نجاحنا على صعيد دورتي دبي والقادسية. لكن هناك ظروف عديدة لعبت دورها، فالحرب التي شُنّت على النادي كانت أكبر مما يتصوره الناس. وأنا لن أدخل في الأسباب ومن وراءها كون ذلك لن يعيد اللقب ولن يغيّر في عقلية هؤلاء الناس. ورغم ذلك أنا أتحمّل المسؤولية وقدمت استقالتي إفساحاً في المجال لمن يستطيع أن ينجح كي يتقدم ويتسلم المسؤولية.
■ كلامك عن الحرب هل يشمل هرب جوليان خزوع؟
كانت هناك خطة لتدمير نادي الحكمة ومن ضمن هذه الخطة تهريب جوليان خزوع، وستنكشف الأمور في ما بعد. فإذا عدت الى أرشيف الإعلام كانت هناك مقالة في 23 شباط 2015 تحدثت عن إمكانية أن يكون هذا هو الموسم الأخير لخزوع في لبنان. علماً أن الأخير هرب في نيسان. فهل هذا تنبؤات؟ وحين تريد أن تدفع أموالاً لخزوع ويرفض اللاعب ذلك فهل هذا أمر طبيعي؟ كما أن الفريق جرى تركيبه على وجود خزوع، ومع رحيله اضافة الى اصابة رودريغ عقل ودانيال فارس اضافة الى تواضع مستوى الأجانب في ما بعد كل ذلك أثر في النتائج.

■ ألم تقصروا في موضوع خزوع وما هي الإجراءات التي اتخذتموها؟
لم تكن المرة الأولى التي نتأخر بدفع أمواله، لكن حين أحضرنا المال رفض أن يتسلمه، اضافة الى «تركيبة» زوجته حول الاعتداء عليها في الكسليك وإصرارها على السفر قبل يوم على هروبه. كل ذلك يدل على أن الأمر مدبر. وما هو مؤسف كلام خزوع للفيبا حول إساءة معاملته من قبل جمهور الحكمة الذي دعمه كثيراً، فهو دأب على شتم جمهور الحكمة رغم أن الأخير وقف الى جانبه.
اما بالنسبة إلى الإجراءات، فقد تقدمنا بدعوة رغم كل ما قيل عن أننا لم نرفع على خزوع. فنحن استشرنا أربعة مكاتب محاماة عالمية وجميعها أكدت حقنا بالدعوى. وسيكون هناك جواب في الأيام المقبلة من قبل «البات». واللافت هو الجهد الذي بذله وكيل أعماله لتأخير الدعوى، ولو كان صاحب حق لما عمل على تأخيرها، اضافة الى رفض مكتب محاماة كبير قبول الدفاع عنه، كما أن «البات» رفض دعوى مضادة من قبل خزوع بحق النادي.

■ الآن الى أين؟ وهل هناك إمكانية بالرجوع عن الاستقالة؟ وهل هناك اختلاف في وجهات النظر مع أمين السر جوزف عبد المسيح؟
لا وجود لأي خلاف مع عبد المسيح، وهو تلقى طلباً من المطران مطر بالتريث وعدم الاستقالة بانتظار تأمين البديل. وحين يتأمن هذا البديل سيستقيل عبد المسيح. أما بالنسبة لي فإن الاستقالة نهائية، ولا رجوع عنها طالما أن العقلية السائدة مستمرة وهي لن تتغيّر.




لست نادماً

رداً على سؤال حول إذا ما ندم على مجيئه رئيساً لسنتين. أجاب نديم حكيم «أبداً لست نادماً. لكني حزين لوجود شخص يدّعي حب الحكمة وكل هدفه هو غير هذا الحب. فهو لو يحب الحكمة حقاً لكان قد أتى وساعد لا أن يعمل على تدمير النادي».