تجلس رشا الشيخ، فوق كرسيها المتحرك في قاعة تعلو فيها أصوات المدربين وهمهمات المتدربين، ونقرات الأوزان الحديدية على الأرض. تحتضن هذه القاعة تدريبات أبطال القوى البدنية الخاصة، في ملعب تشرين بدمشق. تتغير ملامح وجه المرأة الأربعينية بعد توقفها عن التدريب، تقول لـ«الأخبار» بحماس: «لم تمنعني الإعاقة التي ولدت معي من تحقيق ذاتي. اخترت ألعاب القوى لتكون نمط حياة لي، لا رياضة أمارسها فحسب».

تؤكد الشيخ أن «ذوي الاحتياجات الخاصة لا يلزمهم سوى التشجيع، للتغلب على المعوقات التي تعترض دروبهم». تقول مؤكّدة: «لا توجد إعاقة، وإنما يوجد مجتمع معيق». تطمح رشا لتطوير إمكاناتها أكثر، كي تتأهل للمشاركة في مسابقات الأولمبياد العالمي في طوكيو (2020)، وتسجل إنجازاً جديداً. خطّت الشيخ سجلها الرياضي الخاص، بوصفها بطلة لألعاب القوة البدنية الخاصة بوزن 73 كغ، في رفع الأثقال. حققت إنجازات في بطولات دولية وعربية، من بينها المركز الثالث في بطولة العالم عام 2006، والمركز الأول في بطولة الشرق الأوسط وأفريقيا عام 2003، والميدالية الذهبية في بطولة غرب آسيا، للقوة البدنية للرياضات الخاصة. تشجع البطلة السورية كل من تعرفه، على ممارسة الرياضة التي تثير اهتمامه. تتوقف عن الحديث لتشرب الماء، ثم تستأنف كلامها بالقول: «تعلمت خلال تسعة عشر عاماً من ممارسة رياضتي، أنني لن أصل إلى ما أريد إلا عبر التمرين الطويل، والمثابرة، والقتال الشديد، أثناء التمرين وخلال المباراة». وتضيف: «أسعى دائماً لإلغاء الخطأ من قاموسي، خاصة في ظل مستوى الإتقان العالي المطلوب تحقيقه في رياضتنا. لا تُقبل إطلاقاً أي حركة ناقصة، ولا يرضى الحكام بأي خطأ، حتى لو ظننا أنه بسيط. تحكيم بطولاتنا أصعب من تحكيم بطولات الأصحاء». تقول ابنة دير الزور، إن «أهم الدروس التي تعلمتها في تدريباتي، ومن خلال فوزي في البطولات، اكتشاف القدرة الهائلة التي تكمن داخلنا».