البرامكة... «مول الدراويش»

  • 0
  • ض
  • ض
البرامكة... «مول الدراويش»

وسط العاصمة دمشق، قد يستغرق قطع طريق لا يتجاوز طوله 150 متراً، أكثر من 10 دقائق سيراً على الأقدام. أعداد الناس الكبيرة التي توجد يومياً في منطقة «البرامكة»، وتقطع الشارع الواصل بين وكالة «سانا» للأنباء وجسر «الرئيس»، تجعل المارة يتدافعون (إلى حدّ ما) في أوقات الذروة ليتمكنوا من إكمال مسيرهم. لا يرتبط الازدحام الكبير بعدد قاطني تلك المنطقة الحيوية، بل إنّ تحوّل الرصيف وجزء من ذلك الشارع إلى ما يشبه السوق الشعبية، زاد مما يُعرف بـ«عجقة البرامكة»، ليصبح المدخل الرئيس لكلية الحقوق غائصاً بين بسطات الطعام والملابس والأحذية والمستلزمات المنزلية وأدوات التجميل، وغيرها. ومن باب الدُّعابة، أطلق بعض طلاب الجامعة على تلك البسطات المتلاصقة حدّ «الإزعاج» اسم «مول الحقوق». تشكل تلك السوق مقصداً لكثير من فقراء العاصمة، وتقول أم سعيد بلهجتها المحلية البسيطة إنها لا تجيد الشراء إلا من الأسواق الشعبية، فهي «من جماعة البسطات» حسب تعبيرها. تؤكد السيدة الخمسينية أنها تجد كل ما تحتاج إليه بأسعار تُعتبر أرخص من غيرها، ولو أن النوعية ليست جيدة، إلا أنها «على قد الإمكانيات». وعلاوة على أصوات «زمامير» وسائط النقل المختلفة، تختلط في تلك المنطقة أصوات الباعة من أصحاب البسطات، ينادون على الأسعار الرخيصة والعروض التي تبدو جذّابة، على غرار «القطعة بـ 400 والـ 3 بألف» و«أي قطعة بخمسمية ليرة»، و«تصافي المحلات». يبدأ الباعة عملهم منذ ساعات الصباح الباكر ويستمرون حتى المساء. يحتل حسين ركناً بين البسطات الممتدة على طول الرصيف، ليبيع أنواعاً مختلفة من الأدوات البلاستيكية، ويغطي سقف بسطته بـ«شادر معونة» يردّ مطر الشتاء عنه وعن زبائنه. ويرى الشاب الثلاثيني أن هذا الشارع «أفضل مكان للبيع» نظراً إلى وجود جامعات ومشافٍ وعدد من الدوائر الحكومية، إضافةً إلى مرور عدد كبير من خطوط المواصلات به. يقول: «الحركة لا تهدأ والبيع شغّال، يتوقف فقط عند هجوم دوريات المحافظة التي تطاردنا كل فترة بلا جدوى».

0 تعليق

التعليقات