بلاد الليرة «المجنونة»

  • 0
  • ض
  • ض
بلاد الليرة «المجنونة»

يتنفَّس عصام عبّاس الصُّعداء، بعد أن تخبره موظفة البنك بإمكانية فتح حساب بمبلغ 50 دولاراً فقط، شريطة عدم استخدامها، وتعاد عند إغلاق الحساب. يتفقّد بقلق سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، قبل دخوله إلى مكتب مدير البنك، ليجده 900 ليرة. لم ينتظر ربع ساعة حتى جاء موعد دخوله، ليُصبح السعر 910 ليرات. يستقبل المدير العملاء الأجانب في مكتبه، بعبارة «ويلكم تو إنديا». قبل ثلاثة أشهر رصدَ والد عصام مبلغاً قدره 100 ألف ليرة سورية (ما يعادل 150 دولاراً حينها)، لإرساله لابنه من أجل إنشاء حساب بنكي في الهند. (يرتبط الحساب البنكي بأمور تتعلق بالإقامة). أما اليوم فقد انخفضت قيمتها لتقارب 100 دولار فقط! ما اضطر عصام (طالب دراسات عليا مقبول في منحة التبادل الثقافي)، إلى البحث عن بنك يقبل بفتح حساب بمبلغ يقل عن باقي البنوك. وبعد رحلة بحث استمرّت شهراً كاملاً، انخفض خلالها سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، عثر الشاب على بنك يقبل بمبلغ قدره 50 دولاراً، ولكن بجودة خدمات منخفضة. يعود عصام لتفقد جوّاله متابعاً سعر الصرف، ليجيب عن سؤال مدير البنك عن أوضاع عملة بلاده، حيث يتابع المدير أوضاع العملات في البلدان التي يودع حاملو جنسيتها مبالغ في البنك الذي يديره. يقول المدير الهندي ممازحاً، بعد أن يعرف جنسية العميل الجديد، «إذاً أنت من بلاد الليرة المجنونة». يضحك عصام على مضَض، ويجيب «نعم. وشرُّ البلية ما يضحك».

0 تعليق

التعليقات