منير مسدي: أمير النول الحموي

  • 0
  • ض
  • ض
منير مسدي: أمير النول الحموي

يكسر صوت نول منير المسدّي، هدوء سوق «التكية السليمانيّة» للحِرف اليدوية، وسط العاصمة دمشق. يرتفع الصوت كلما اقتربنا من دكان صغير تزين المناشف و«برانص» الحمام واجهته، ليرحّب بنا رجل في العقد السادس من عمره، ويدعونا إلى الدخول. يوزّع العم منير نظره بين زائريه، وبين خيوط نوله الذي يحفظ عقده. يقول «أعمل خلف هذا النّول منذ قرابة 55 عاماً، وأجد في العمل عليه متعة كبيرة. كنت أعود من مدرستي وأتناول طعامي على عجل، وأسرع كي أجلس خلف النول بجانب والدي». ويضيف «صرت مدرّس رياضيات، وظل النول صديقي الدائم. أنهي دوامي وأعود إليه لأنسج الأقمشة، حتى في أيام العطل ستجدونني هنا». ارتبطت كنية الرجل بمهنته التي ورثها «أباً عن جد». (السَّدى في اللغة العربية تعني الخطوط الطولية للنسيج). يعمل المسدي بشغف كبير، ويراهن زبائنه الذين يزورونه من مختلف المحافظات والبلدان على جودة منتجه، يقول «اشتر هذه البضاعة، وإذا لم تعجبك بعد عشر سنوات يمكنك أن تعيدها إلي». يشرح الرجل أحد «أسرار الجودة» بالقول «ننسج منتجاتنا من الخيط السوري الطبيعي، الخالي من أي إضافات. كلما تمّ غسل هذه المنسوجات أصبحت جودتها أفضل». ويضيف «مع الأسف لم يتبقَّ أشخاص كثر يعملون في هذا المجال، أظننا ثلاثة فقط، أنا وشخص في حماة، وثالث في حلب». ينحدر المسدي من محافظة حماة، وقد وفد إلى دمشق سعياً وراء الرزق، إذ يظل الرواج في العاصمة أفضل نسبيّاً. يقول «أتيت إلى دمشق برفقة نولي، بسبب انخفاض عدد الزبائن الراغبين في اقتناء منتجاتنا، بعد دخول الآلات الحديثة على الخط». ويضيف «أتمنى أن يكون هناك جيل جديد يواصل العمل في مهنتنا، فهي تحتاج إلى صبر ومحبة كي تستمر، ولا تندثر وتنتهي بموتنا».

0 تعليق

التعليقات