شهر واحد فقط، كان كافياً كي تحوّل ربى اللحام، وعددٌ من زملائها المتطوعين، جدراناً جافّة ورمادية، إلى كتلة من الحيوية والألوان، بعدما رسمت عليها شخصيات طفولية ووجوهاً ملونة، تُشعر الأطفال بأن المكان ملائم للعب والاستمتاع.قرّرت ربى أن تضع عملها الاحترافي جانباً، بعدما تخرّجت في «كلية الفنون الجميلة»، وتتطوع شهراً كاملاً للمشاركة في احتفالية افتتاح أول حديقة للتزلج على الألواح الخشبية في سوريا. تقول لـ«الأخبار» إنها أحبت أن «تضع بصمة ملونة في الأماكن التي وضعت فيه الحرب بصماتها السوداء». وتضيف «ملأتُ كل الثقوب التي كانت على الجدران، وحاولت قدر الإمكان تحويل الساحة من مكان باهت مليء بالأعشاب اليابسة، إلى باحة مليئة بالحيوية والألوان». لا تستطيع ربى أن تخفي معالم السعادة على وجهها، وهي ترى الأطفال يعاينون بفرح الشخصيات المرسومة، ويقف بعضهم لالتقاط الصور بجانب تلك الرسومات. تشعرُ الصبيّة بأن «الجدران قد ولدت من جديد وارتدت ثياب العيد الملونة».
امتلأت أصابع الشابة العشرينية بالبقع وزيت التلوين، وكذلك ثيابها وكل أغراضها الشخصية. تقول «أريد أن أقدّم شيئاً للأطفال، ولا أملك بين يدي سوى ريشة وبعض الألوان». تتحدث عن فكرة التطوع «من الجميل أن نقدّم شيئاً ونأخذ مقابله، لكن الأجمل أن نقدّم من دون انتظار المقابل. وتكون الفكرة أكثر نُبلاً حين يكون ما نقدمه لأطفال قد يجدون في هذا المكان متعتهم الوحيدة». وتضيف «أنا فخورة بكل المتطوعين الذين أعادوا إحياء الساحة، وتحويلها مكاناً تتجمع فيه ضحكات الأطفال كل يوم».