الحسكة: كنيسة السريان الأرثوذوكس تحتفي برمضان

  • 0
  • ض
  • ض
الحسكة: كنيسة السريان الأرثوذوكس تحتفي برمضان

ليس غريباً أن يكون رمضان شهراً للمبادرات الاجتماعيّة. وعادة ما تشهد محافظة الحسكة فيه مبادرات من نوع مختلف، يقوم بها المسيحيون أو الأيزيديون تجاه المسلمين، بما يعبر عن حالة تماسك اجتماعي موروثة، لم تزُل رغم الحرب. برز هذا العام مشروع «أواصر» الذي تنظمه «كنيسة مار ديمط» للسريان الأرثوذوكس، بالتعاون مع «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي». احتضن البرنامج مبادرات عديدة، بعنوان «رمضان يجمعنا»، واشتملت أنشطته على إعداد وجبات إفطار للصائمين، وتوزيع حلوى رمضان قبل الإفطار وبعد صلاة التراويح، عبر عدد من المتطوعين والمتطوعات، من مختلف المكونات الاجتماعية للحسكة. كذلك، قام المشروع بإنارة عدد من الجوامع الرئيسية في مدينتي الحسكة والقامشلي، وإضاءة «فانوس رمضان» في «ساحة الرئيس حافظ الأسد». أمام الباب الرئيسي لمسجد «معاذ بن جبل»، وسط مدينة الحسكة، تقف ماري قريو، مرتدية اللباس الأزرق الخاص بالكنيسة، وتحمل سلّة مليئة بأكياس «المعروك»، لتوزيعها على المصلين بعد صلاة التراويح. تقول ماري لـ«الأخبار» إن «سوريا بلد التسامح والتعايش والمحبة، وما نفعله اليوم تعلمناه من أهلنا وأجدادنا، وتربينا عليه منذ طفولتنا». عند تقاطع شارعي «فلسطين» و«الجامع الكبير»، توقف نور إيليا عدداً من السيارات وتوزّع أكياساً من التمور والحلوى عليهم. تقول نور «مبادرتنا تؤكد أن الاحتفاء بالأعياد والطقوس الدينية شأن اجتماعي لكل أبناء المجتمع، وهو عادة ما نشعر فيه بأعيادنا وأعياد المسلمين التي اعتدنا أن تكون واحدة». يأتي المشروع استكمالاً لمبادرات اجتماعية أخرى، شملت توزيع سلال البيض وحلوى العيد على المحتفين بعيدي «الفصح»، و«الأربعاء الأحمر» (رأس السنة الإيزيدية). يقول منسّق المشروع في الحسكة، محمود الفتيح، إن الهدف «تعزيز الأواصر الاجتماعية، التي تجسد فيها محافظة الحسكة نموذجاً مصغراً عن المكونات السورية»، ويؤكد وجود «مشاركة اجتماعية كبيرة من كل مكونات المحافظة، ما يدل على عمق العلاقات الاجتماعية المتماسكة فيها».

0 تعليق

التعليقات