دمعة أبو الورد«الطيّبة»: سلام إلى سلقين

  • 0
  • ض
  • ض
دمعة أبو الورد«الطيّبة»: سلام إلى سلقين

لم يتغير شيء منذ أكثر من ثلاثين عاماً في حياة أبي محمد. يستيقظ يومياً في الثامنة صباحاً ليبدأ بإعداد العصائر والمشروبات التي يبيعها، لكن شهر الصيام يفرض عليه المزيد من الهمّة، فالصائمون على موعد يومي مع شراء مشروب «التمر الهندي»، الذي يصنعه الرجل الخمسيني بخبرة وجودة عاليتين. يلقبّه الزبائن بـ«أبو الورد»، بسبب جودة مشروباته وطيب مذاقها. «معروف أبو الورد بالدمعة الطيبة»، سيكون هذا الجواب حاضراً على ألسنة معظم سكان المنطقة، إذا ما طلبت النصيحة أثناء بحثك عن بائع مشروبات وسط مدينة اللاذقية. يقف أبو الورد بلباسه التراثي وطربوشه، عند زاوية شارع «القوتلي» المزدحم. «أعمل في بيع السوس والتمر الهندي منذ أكثر من ثلاثين عاماً، والجميع حفظ موقعي هنا»، يقول لـ«الأخبار». ويؤكد أحد زبائنه أنّ أبو محمد «بات جزءاً من ملامح رمضان في اللاذقية». خارج شهر الصيام، يستخدم أبو الورد دراجة نارية بثلاث عجلات (طريزينة)، ويتجوّل ليبيع المشروبات. قبل سنوات كان يجول على قدميه، حاملاً الإبريق الفولكلوري الكبير على ظهره، لكن «العمر إلو حقو» يقول الرجل، ويؤكد أنّه مطمئن إلى أن مهنته «لن تنتهي في كل الأحوال»، فقد بدأ بتعليمها لابنه، كي يرثها من بعده. يعتمد أبو الورد «سياسة اقتصادية»، تقوم على بيع أكبر كمية ممكنة بأسعار منافسة وجودة عالية. سكن أبو محمد اللاذقية منذ كان فتيّاً، قادماً من إدلب. اليوم، ينتظر ابن مدينة سلقين انتهاء الحرب، ليقضي شهر رمضان مع إخوته هناك، فهم ما زالوا ينتظرون منه إعداد التمر الهندي البارد، ليشربوه معه بسلام.

0 تعليق

التعليقات