وسط كثرة التذمر من الفساد والفوضى المستشريين في جامعة «تشرين» عموماً، وفي كلية الآداب خصوصاً، يلمع اسم الدكتور مالك سلمان، أحد أساتذة قسم الأدب الإنكليزي.

يمكن الوقوف طويلاً أمام ما يفرضه الاسم من هيبة رجل العلم، الذي يمنح محاضراته قيمة معرفية استثنائية، فيجدد أهمية مقام الأستاذ الجامعي، في بلاد عانت فوضى الحرب وانهيار المفاهيم. واللافت أن يكون الرجل من نجوم الفناء الخلفي للحرب، مراقباً الموت المظلّل للبلاد، والأكفان العائدة لشهداء من طلابه، فيواصل عمله بكبرياء الرجل النزيه الذي لا مجال لاجتياز امتحان مقرره، من غير نيل علامة النجاح، بما يستحق الطلاب. وإذ يجمع الطلاب على المقام العلمي المحترم الذي يمثّله سلمان، لا تروق تلك المكانة بعض زملائه والقيّمين، فتشهد ممرات الجامعة على محاولات مستمرة للنيل من الرجل وإبعاده عن التدريس. وعلى اعتبار الحرب مبرر كل تقصير. يواصل الرجل إنتاجه في مجال الترجمات الأدبية، غير معنيّ بما يمكن أن يثنيه عن حماسته، هو الذي ترجم خلال الحرب أكثر من 400 مقال من الصحف العالمية عن الحرب السورية. عن محبّة الطلاب يُسأل مالك سلمان، كما يُسأل أيضاً عن «شعرية التمرد»، لجان جينيه، و«قلب الظلمة» لجوزيف كونراد، وبقية الترجمات التي أثرت المكتبة العربية، ومثّلت لبّ حياته المهنية ومصدر فخره.