بحبّه للشام يتحصّن «القبوات»، كما يحلو لرفاقه مناداته بكنيته، حين يعود كل مرة من العاصمة الكندية إلى مدينته القديمة، تاركاً عائلته في الخارج، ليغرق في التفاصيل الحميمة للمكان خلال إجازاته الطويلة. سامر قبوات، الرجل الذي أوغل في عقده السابع، وفي هموم الأزمة السورية، لطالما أمضى شهوراً عصيبة، طوال مدة إقامته، في مدينة جرّحتها الحرب والقذائف.

يفتح باب منزله القديم في حي باب توما ويقول: «إنه بيت العائلة. ابني وابنتي كانا الجيل السادس الذي ولد في هذا البيت». يتحرك كلبه «هاشي» خلفه خلال سقايته زروع المنزل البديع، وهو الذي يعتبر تربية الحيوانات الأليفة جزءاً من ثقافة الإنسان. ورغم أن التصوير مخاطرة، غير أنه لم يمتنع عن الخروج مع كلبه في جولات صباحية، لالتقاط صور لكل زوايا المدينة القديمة، ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي. لا ينفي الرجل خوفاً شعر به زوار منزله، خلال مرحلة ولّت من القذائف، إلى درجة عزوف البعض عن الزيارة نهائياً. يضيف ضاحكاً: «هلأ، كل الناس بدها مشاوي بأرض الديار لتطمنوا». لا يخشى «القبوات» إلا من تغيّر النفوس خلال مرحلة ما بعد الحرب.