بيتي في انتظاري

  • 0
  • ض
  • ض
بيتي في انتظاري

تجلس أم رائد على كرسي بلاستيكي صغير على مدخل بلدة المليحة في الغوطة الشرقيّة، وقد تسلّل الشيب الى حاجبيها، وتناسق مع لون حجابها الأبيض والأسود. تنتظرُ الأمّ فتح الطريق باتجاه غوطة دمشق، وعينها على الساتر الترابي، وقلبها سبقها إلى منزلها في بلدة كفربطنا. أم رائد (66 عاماً) جاءت وحدها، لكنّها ليست وحيدة على المعبر الذي تجمّع حوله مئات المشتاقين لرؤية منازلهم، جُلّهم أمّهات يحكين بسهولة عن تفاصيل «مملكتهنّ»، وينتظرن انتهاء عملية فتح الطريق باتجاه رئة العاصمة. تمسكُ المرأة دمعة في عينها، وسُبحة في يدها، تقلّبها بين أصابعها وتحرّك شفاهها، ويصدر فمها صفيراً من حرف «السين» حين تقول «أستغفر الله» وسط جلبة المتدافعين. تقول الحاجّة الدمشقية «بيتي مثل المسمار في ذاكرتي، باقٍ أثره ولو تدمّر، بيتي جرح مفتوح وأريد أن أغلقه بيدي». لا تمانع أمّ الأولاد الخمسة أن تلتقطها عين الكاميرا، تحبسُ أنفاسها ودمعها، وتنظرُ بثقة وتقول «أتمنى أن تلتقط لي مثل هذه الصورة داخل منزلي، حين أعود وأجده بانتظاري».

من ملف : أهل الشام

0 تعليق

التعليقات