واكب الداخل السوري، أمس، السخونة السياسية التي تحيط بالملف في العواصم الأجنبية. مسيرات شعبية جديدة لأنصار النظام شهدتها المدن السورية، بموازاة أحداث بارزة مرتبطة بـ«الجيش السوري الحرّ»كان يوم أمس حافلاً بالنسبة إلى «الجيش السوري الحر» الذي يقول إنه يضمّ المنشقّين عن الجيش النظامي منذ تموز الماضي، إذ نسب لنفسه هجمات كبيرة على مواقع عسكرية حساسة. وكان الأبرز تأكيده أنه شنّ هجوماً على مقرّ الاستخبارات الجوية في حرستا في ريف دمشق، إضافة إلى إعلانه تأسيس «مجلس عسكري» مؤقت يرأسه العقيد المنشق رياض موسى الأسعد، المقيم في تركيا قرب الحدود مع سوريا.
وقد أعلن «الجيش السوري الحر» تبنّيه للعملية التي استهدفت مقراً للاستخبارات الجوية السورية في حرستا القريبة من دمشق، علماً بأن الأوساط المقربة من المعارضة السورية تنسب جميع العمليات التي يُقتَل فيها عناصر أمن نظاميون في جميع المناطق إلى هذا «الجيش السوري الحر».
وفي ما يتعلق بعملية حرستا، أوضح «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» في بيان أن «الجيش الحر يقوم بضرب مقر فرع الاستخبارات الجوية الذي يقع على مدخل دمشق بصواريخ وبقذائف آر بي جي»، مشيرين إلى أن «الدخان شوهد يتصاعد منه». وأرفق بيان «التنسيقيات» مخططاً للعملية بجانب الخبر، يظهر أنه «تمت مهاجمة الفرع من ثلاث جهات»، معترفاً بأن «العملية لم تتمكن من تحرير المعتقلين داخل المبنى». وإضافة إلى عملية حرستا، إن صحّت الأنباء حولها، أفاد «المرصد» أيضاً بأن «8 عسكريين قتلوا وجرح عشرات آخرون في هجوم شنه عناصر الجيش السوري الحر على حاجز عسكري» شمال غرب حماه. كما أوضحت المصادر المعارضة نفسها أنّه «في درعا، قتل خمسة جنود نظاميين في هجوم لمنشقين، فيما دارت اشتباكات مماثلة في محافظة إدلب أدّت الى مقتل أو إصابة 14 جندياً نظامياً». وكانت لقناة «الجزيرة» حصيلة مختلفة في أعداد قتلى يوم أمس، إذ نقلت عن مصادرها أن 21 قتيلاً سقطوا برصاص الأمن في مناطق متعددة من أنحاء سوريا.
وبموازاة الحدث الميداني، أعلنت قيادة «الجيش السوري الحر» إنشاء مجلس عسكري مؤقت وحددت تشكيلته ومهماته بـ«إسقاط النظام ومحاسبة أفراده وحماية المواطنين من بطش أدوات النظام والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ومنع الفوضى والانتقام فور سقوط النظام»، ويرأسه العقيد الأسعد ويضم في عضويته 9 ضباط. وكان لافتاً أن البيان نفسه أوضح أن المجلس المذكور «يتخذ من دمشق مقراً له»، على أن «تنتهي صلاحياته فور انتخاب حكومة ديموقراطية». وحظر المجلس الذي اعتبر نفسه «أعلى سلطة عسكرية في سوريا»، على أعضائه والجنود كافة «الانتماء إلى أي حزب سياسي أو ديني».
وبعيداً عن أنباء المعارك، أشارت وكالة «يو بي آي» إلى أن «مئات الآلاف من المواطنين السوريين الذين توافدوا على الساحات العامة، أقسموا على حماية وطنهم ووحدته الوطنية». ونقل التلفزيون السوري صوراً لمسيرات شاركت فيها أعداد كبيرة من المواطنين في محافظتي دمشق واللاذقية، تحت أمطار غزيرة لمناسبة الذكرى الـ 41 لـ«الحركة التصحيحية» التي قادها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. وعبّر المشاركون في المسيرات عن «دعم القرار الوطني السيادي المستقل والوفاء للوطن»، رافضين قرارات الجامعة العربية بحق سوريا والتدخل الخارجي في شؤونها الداخلية.
وقد شهدت سفارتا المغرب والإمارات في حي أبو رمانة في دمشق، هجوماً جديداً بالحجارة والعصي من قبل سوريين اعتراضاً على التصعيد العربي ضد دمشق. ومنعت قوات الأمن مئات المحتجين من اقتحام ست سفارات في دمشق هي: القطرية والإماراتية والسعودية والتركية والفرنسية والمغربية. كذلك، بثّ التلفزيون السوري صوراً لمعدات تكنولوجية متطورة وأجهزة بث فضائي حديثة، قال إنها صُودرَت من «المجموعات الإرهابية المسلحة والمتعاونين مع قنوات الفتنة والتحريض».
(الأخبار، أ ف ب، أ ب، يو بي آي)