العونيون ليسوا فقط طلاباً يلبسون «ماركات» وخريجين جامعيين وسيدات متحمسات بكامل أناقتهن. تظاهراتهم، في العادة، تحيط بها مجموعة عسكريين متقاعدين أو متطوعين سابقين في «أنصار الجيش»، حافظوا على لياقتهم البدنية وثقتهم بالجنرال وإيمانهم بدورهم في حماية شباب التيار.
بعد بروفا الشهر الماضي، دبّت الحياة مجدداً في مكاتب ما يعرف بـ»العونيون». وهؤلاء مجموعة «متمردة» تأسّست قبل سبع سنوات، رافضة تنحية من ضحّوا وناضلوا لاستبدالهم بآخرين، معترضين على «التركيبة الحزبية» و»استراتيجية تأسيس التيار الوطني الحر وتنظيمه». تمتع هؤلاء، الذين توزعوا مجموعات صغيرة في كل بضع قرى، باستقلالية تامة عن التيار، فكانت لهم مكاتبهم واجتماعاتهم ولقاءاتهم الدورية مع الجنرال قبل أن يشتهروا بوصفهم «مجموعة المهام الصعبة». وقد اختير العميد المتقاعد من الجيش طوني عبد النور صلة وصل بينهم وبين التيار الوطني الحر والرابية. وبعد تردي الاوضاع الامنية، انضوى غالبية «العونيون» في مجموعات الحماية التابعة للجنرال إضافة إلى توليهم المهمات الامنية في احتفالات التيار.

التصاقهم بالجنرال جعل وجودهم
في أي مكان
عاملاً مطمئناً

يؤكد العميد عبد النور أن «العونيون» ليسوا منشقين عن التيار كما يشاع، بل على العكس هناك تكامل بين الفريقين. والأهم، بحسب أحد الناشطين في هذه المجموعة، أن استعداداتهم للتظاهر والمواجهات الصعبة تواصلت خلال السنوات القليلة الماضية، فلم ينقطعوا عن درس الخيارات الأنسب لاستقطاب الرأي العام والتعبئة وتنظيم تحركات احتجاجية موجعة للسلطة. وهم، في موازاة تحويلهم مكاتبهم إلى خلايا نحل تؤمن مستلزمات التظاهر من أعلام ولافتات ومكبرات صوت وصور، حرصوا على الحضور ببنيتهم العسكرية الصلبة إلى جانب تلامذة المدارس والطلاب لرفع معنوياتهم وإشعارهم بأنهم ليسوا وحدهم ولن يستفرد بهم أحد. يلفت ناشط آخر في هذه المجموعة إلى أن التصاقهم بالجنرال خلال السنوات الماضية جعل وجودهم في أي مكان عاملاً مطمئناً للحاضرين بأن الجنرال موجود. ويشير الى أن خبرتهم في مجال التظاهر، وتنظيم مفاجآت مفرحة للعونيين ومربكة لخصومهم «تتجاوز ربع قرن». فهم كانوا في بعبدا، وانتظروا طويلاً للعودة مجدداً إلى... بعبدا.