رقم البرقية: 08BEIRUT698التاريخ: 15 أيار 2008 20:11
الموضوع: لبنان: جنبلاط يريد الاستعداد للجولة التالية
مصنّف من: القائمة بالأعمال ميشيل سيسون

1. يوم 15 أيار أخبرنا زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي والقيادي في 14 آذار، وليد جنبلاط، أنه يريد تجهيز مقاتلي الحزب التقدمي الاشتراكي الدروز عبر إمدادهم بالأسحلة سراً، كي يستعدوا «للجولة الثانية» من قتال حزب الله. خطط جنبلاط أساساً، لتأجيل ذهابه إلى الدوحة لمدة 3 أو 4 أيام، حيث تعقد الجامعة العربية جولة من المحادثات (يوم 16 أيار) للسياسيين اللبنانيين، كي يتمكن من زيارة ناخبيه الدروز في الشمال (19 شخصاً منهم قضوا خلال اشتباكات مع حزب الله) ومن إجراء زيارات خاطفة لأصدقائه في مصر والسعودية. لكن جنبلاط اتصل في وقت لاحق، ليبلغ القائمة بالأعمال أنه تلقى مباركة السعوديين للذهاب إلى الدوحة وصمّم على الذهاب برفقة سعد الحريري في اليوم التالي.
2. يعتزم جنبلاط القبول بمعادلة 10-10-10 لتأليف الحكومة، وسعد الحريري رئيساً للحكومة. بحسب جنبلاط، فإن أهم وزارة هي المالية تتبعها الداخلية، ويتوقع أن لا تتمكن الأغلبية من اختيار وزيري المالية والدفاع. واقترح أن تقدم الولايات المتحدة الأميركية مساعدتها من خلال دعمها لفتح مطار القليعات/ رينيه معوض في الشمال في وقت لاحق، والضغط على القادة الإسرائيليين للامتناع عن إطلاق تصريحات علنية داعمة للحكومة اللبنانية. (نهاية الملخص)
2. يوم 15 أيار، تمام الساعة الثانية ظهراً بالتوقيت المحلي، اجتمعت القائمة بالأعمال، يرافقها الملحق العسكري وأحد الدبلوماسيين السياسيين في السفارة، بزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي والقيادي في 14 آذار، وليد جنبلاط، وبوزير الإعلام والنائب غازي العريضي، في منزل جنبلاط المحصّن جيداً في كليمنصو. قال جنبلاط الذي بدا أكثر ارتياحاً وبهيئة أقوى مما كان عليه عندما اجتمعنا به يوم 12 أيار، إنه سيغادر كليمنصو لأول مرة منذ أيام للقاء رئيس الحكومة ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، الذي يترأس وفد الجامعة العربية في بيروت. أشار جنبلاط إلى أن جاسم قد التقى نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في وقت سابق اليوم، تبعه اجتماع مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة.
4. أبلغنا جنبلاط أنه كان مستعداً ليلة البارحة (14 أيار) لإلغاء قراري الحكومة الصادرين يوم 5 أيار والمثيرين للجدل، واللذين يقضيان بنقل رئيس جهاز أمن المطار وإعلان عدم شرعية شبكة اتصالات حزب الله، إلا أن زعيم تيار المستقبل المنتمي إلى 14 آذار أراد تأجيل قرار الإلغاء الى اليوم. مرر وسام الحسن، من مكتب استخبارات قوى الأمن الداخلي، رسالة وصلته من وفيق صفا، صلة الوصل بين حزب الله والحكومة، تقول إنه في حال عدم إلغاء القرارين في تلك الليلة (14 أيار)، سيدرك حزب الله حينها أن الحكومة قد عدّلت موقفها. (ملاحظة: في نهاية المطاف، قرر مجلس الوزراء إلغاء القرارين كما كان متوقعاً. نهاية الملاحظة).
5. سيدعو البيان الى بدء حوار وطني للاتفاق على قانون انتخاب جديد وعلى حكومة وحدة وطنية، قال جنبلاط. وسيتضمّن جملة يوافق عليها جميع الأطراف «عدم استخدام السلاح لحل الأزمات الداخلية». (ملاحظة: ورَدَنا أن هذه الجملة كانت محل جدل. ونصّت الاتفاقية النهائية على «على جميع الأطراف أن تتعهّد بالامتناع عن استخدام السلاح أو العنف لتحقيق غايات سياسية. نهاية الملاحظة).

سيؤجّل الذهاب إلى الدوحة

6. مدركاً عزم وفد الجامعة العربية على عقد سلسلة من المحادثات في الدوحة يوم غد (16 أيار)، أعلن جنبلاط أنه سيذهب الى الدوحة، لكن يوم الاثنين أو الثلاثاء (19/ 20 أيار)، لأن عليه زيارة مناصريه في الشوف، ثم حلفائه في السعودية ومصر. أضاف إن محاوريه في السعودية يشعرون بالإحباط والانعزال. قال إنه في الوقت الحالي، قد يرسل وزير الاتصالات مروان حمادة ليمثله. (ملاحظة: في اجتماع لاحق، أكد سعد الحريري للقائمة بالأعمال أنه سيضع جنبلاط على متن الطائرة، حرفيّاً ومجازياً. نهاية الملاحظة).
7. اتصل وليد جنبلاط بالقائمة بالأعمال هاتفياً، ليبلغها أن السعوديين منحوه المباركة للذهاب الى الدوحة. العلاقة مع السعوديين مهمة جداً، أفاد جنبلاط. كان الملك عبد الله صديقاً لوالده كمال جنبلاط. تحدث عبر الهاتف، منذ اجتماعه الأخير بالقائمة بالأعمال الساعة 2 ظهراً، مع الأمير بندر والسفير السعودي في لبنان خوجة (الذي لا يزال في الرياض). طلب جنبلاط لقاء الملك عبد الله في السعودية، لكن الأمير بندر أجابه أن ليس هناك من داع، فقد حصل على مباركة السعوديين للذهاب الى الدوحة، «نريدك أن تذهب الى الدوحة». قال الأمير فيصل له في محادثة منفصلة، «نحن معك. تابع، توجّه الى قطر».
ذكر وليد أنه التقى رئيس وفد الجامعة العربية رئيس الحكومة ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم فقط، بينما جمعت عائلته بالسعوديين صداقة منذ زمن طويل. بدا حمد بن جاسم ودوداً، أفاد جنبلاط، لكنه أراد أولاً أن يتشاور مع السعوديين. عزم على الذهاب الى الشوف في الصباح التالي كي يجول في القرى التي تأثرت بالاشتباكات التي وقعت هناك، وصحبتها تغطية إعلامية هائلة، قبل أن يتوجّه الى الدوحة عند الساعة الخامسة والنصف مساءً برفقة سعد.

عليه «تهدئة» مقاتليه الدروز

8. كان جنبلاط متطلعاً للقاء زملائه الدروز، الذين خسروا 19 مقاتلاً خلال الاشتباكات مع حزب الله (وجرح 50 الى 60 درزياً). قال جنبلاط، «الجميع كان مشوّهاً. حملت الفتيات والصبية والنساء السكاكين لأنهم لم يملكوا أي سلاح وتصدّوا للصواريخ». أفاد بأن معنوياتهم جيدة، لكن عليه أن يزورهم لتهدئة الأمور. قال لنا إن 4 الى 5 من رجاله الذين خطفوا، لا يزالون قيد الاعتقال، لكنه يتوقع أن يطلق سراحهم اليوم.

التحضير للجولة الثانية

9. «نتطلع للمضيّ قدماً»، قال جنبلاط، علينا أن نستعد لجولة أخرى. علينا أن نتكتم حولها ونحسن الإعداد. «أعترف بأن حزب الله قد كسب «الجولة الأولى»»، مضيفاً أنه بينما يتطلع إلى جولة أخرى، فإن مناصريه في الشوف خائفون. أفاد بأنه لا يعلم كيف سيؤمن المعدات اللازمة، مشيراً الى أن نائب القوات اللبنانية طوني زهرا يريد العمل مع سعد الحريري ليتحقق من نية السعوديين تأمين الأسلحة.
10. صرّح جنبلاط بأنه لا يريد استفزاز حزب الله، لكنه أعلن أنه ومقاتليه في الحزب التقدمي الاشتراكي بحاجة إلى بعض الوقت للراحة وإعادة تموين أنفسهم. قال إنه بحاجة إلى الألغام، لكن القائمة بالأعمال والملحق العسكري عارضا الفكرة بقوة. قال إن الجيش اللبناني بحاجة الى استراتيجية لإعادة الانتشار، حتى إنه أوصى بالتجنيد الإلزامي لأن الجيش يجب أن يكون في كل مكان، لكن ينقصه العديد من الجنود في الوقت الحالي. (...)
16. عبّر جنبلاط عن قلقه من اندلاع حرب طائفية في بيروت، محاججاً أن يترأس الحكومة شخص سني معتدل – سعد الحريري كرئيس حكومة مقبل – كي لا «ينتشر الزرقاويون (نسبة لزعيم القاعدة في العراق) في بيروت وطرابلس».

على الولايات المتحدة الأميركية أن تساعد على فتح المطار الشمالي

17. أيد جنبلاط فتح مطار رينيه معوض/ القليعات في الشمال، مقترحاً مساعدة الولايات المتحدة الاميركية في التحسينات التقنية المتعلقة بطائرات الشحن ونقل الركاب. افترض أنها فكرة جيدة إذا طرأ تصعيد آخر أدى الى إغلاق مطار بيروت الدولي. وحذر من عدم تنفيذ هذه الفكرة فوراً كي لا يسود اعتقاد بأن الأغلبية تريد «التخلي عن مطار بيروت الدولي».
18. كانت رسالته الأخيرة لنا مناشدة قوية للضغط على القادة الإسرائيليين للامتناع عن إطلاق تصريحات مؤيّدة للحكومة اللبنانية أو لمبادرة وفد وزراء خارجية الجامعة العربية.
سيسون