انفجر الاحتقان الأمني في الساعات الـ48 الماضية في طرابلس اشتباكات على محور باب التبانة ـــ جبل محسن ليل أمس، ما أدى وفق حصيلة أولية إلى سقوط 3 جرحى، وسط حالة من التوتر سيطرت على المدينة، بينما أصبح المرور على أوتوستراد الملولة محفوفاً بالمخاطر بسبب رصاص القنص، وتبادل إطلاق النار من كلا الجانبين. الوضع الأمني على المحور التقليدي في المدينة كان قد بدأ بالتدهور تدريجاً بعد انفجار الضاحية أول من أمس الخميس، عندما أطلق مسلحون في باب التبانة النار في الهواء ابتهاجا، تبعه تبادل لإطلاق النار بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن، ما أدى إلى سقوط قتيلين في كلتا المنطقتين. هذا التدهور جعل أجواء الحذر تخيّم على المنطقتين طيلة يوم أمس، إلى حدّ أن شارع سوريا الفاصل بين المنطقتين لم يشهد مرور أي سيارة فيه منذ العاشرة من قبل ظهر أمس إلا نادراً، في ظلّ حالة حذر شديد سادت المدينة، نظراً إلى إعلان أكثر من جهة فيها تنظيمها اعتصامات في المدينة.
لكن بعد عصر أمس ارتفع منسوب التوتر أكثر لسببين إضافيين: الأول بسبب تشييع القتيلين وما رافقه من إطلاق نار في الهواء أثناء التشييع، أصاب بعضه منازل في المنطقتين إنما بلا وقوع إصابات؛ والثاني ما أعقب إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من إطلاق البعض الرصاص ابتهاجاً في جبل محسن، الأمر الذي عدّه البعض في باب التبانة استفزازاً.
وسط أجواء الاحتقان والتوتر هذه، لم يكد المساء يقترب في طرابلس إلا كان بعض المسلحين ينتشرون على بعض خطوط التماس بين المنطقتين بكامل عدتهم وعتادهم، وتحديداً في منطقة بعل الدراويش وعلى سكة الشمال، لم تلبث أن أعقبت ذلك اشتباكات استُخدمت فيها الأسلحة الرشاشة، التي امتدت سريعاً على طول شارع سوريا، رافقها أحياناً إلقاء قنابل يدوية وإطلاق صواريخ من فئة بـ 7، فضلاً عن استخدام رصاص القنص.