أعلن وزير الدفاع فايز غصن أمس أن مديرية الاستخبارات في الجيش كشفت وقائع عدد من الاعمال الأمنية التي وقعت في البلاد في الآونة الأخيرة، وأبرزها متفجرة بئر العبد بتاريخ 9/7/2013، وأنها اوقفت عدداً من المشتبه فيهم. وقال غصن في بيان له أمس، إن الكشف عن هذه المعطيات «جاء نتيجة الاقتناع بمدى الحاجة إلى وضع حد للتكهنات والفرضيات التي تعمد في جانب منها إلى إشاحة الأنظار عن الحقائق، وإحداث بلبلة في صفوف الرأي العام اللبناني». وذكر بيان غصن أن المديرية اعتقلت بتاريخ 27/7/2013 المدعو حسن حسين رايد، الذي اعترف بأنه وبالاشتراك مع عمر أحمد الأطرش وآخرين، نفّذ بعض العمليات الإرهابية وأعدّ سيارات مفخخة. وقال البيان، إن «رايد شارك بتاريخ 28/5/2013 مع كل من عمر أحمد الأطرش وسامي أحمد الأطرش وعبيدة مصطفى الحجيري وأحمد عبد الكريم حميد وسامح البريدي وأربعة سوريين آخرين في قتل عدد من العسكريين على حاجز للجيش اللبناني في محلة وادي حميد»، كما «شارك بتاريخ 16/6/2013 مع كل من عمر وسامي الأطرش وأربعة سوريين آخرين في قتل أربعة أشخاص (اثنان منهم من آل جعفر، وواحد من آل أمهز، وآخر تركي الجنسية) في محلة وادي رافق»، و«شارك رايد في إعداد وتفجير العبوتين الناسفتين على طريق الهرمل بتاريخ 7/7/2013، حيث جرى تفجير الأولى في سيارة لسيدة من آل ناصر الدين، والثانية بدورية للجيش اللبناني، ما أدى إلى جرح ضابط وعدد من العسكريين».
وأضاف بيان وزير الدفاع إن «رايد اطلع على قيام كل من عمر وسامي الأطرش وزهير حسين أمون وسامح البريدي وأحمد عبد الكريم حميد بإعداد عدد من السيارات المفخخة لتفجيرها في الضاحية الجنوبية لبيروت، وغيرها من المناطق اللبنانية».
وبحسب البيان، فإن ما توصلت إليه التحقيقات هو أن «عمر الأطرش هو الرأس المدبر لهذه المجموعة»، وقد «توافرت معلومات للمديرية أيضاً عن عدد من المشتبه فيهم المتورطين في إعداد ووضع متفجرة بئر العبد الأولى بتاريخ 9/7/2013».
وأشار البيان إلى أن «السيارة التي انفجرت في بئر العبد هي من نوع (كيا)، سُرقت ليلة وقوع الانفجار من منطقة خلدة، عبر الاستيلاء عليها بقوة السلاح، وقد جرى إعدادها ليلاً ومن ثم وضعها في موقف السيارات، حيث وقع التفجير». وقد اعتقلت مديرية الاستخبارات شخصاً سوري الجنسية يدعى حسام دياب غانم أبو حلق، وتبين أنه على علاقة بأشخاص آخرين يشتبه في علاقتهم بمتفجرة بئر العبد، كما أكد البيان أن «مديرية الاستخبارات تتعقب أحد المتورطين في قضية إطلاق الصاروخين على الضاحية الجنوبية بتاريخ 26/5/2013، ولديها خيوط قوية، ومعلومات دقيقة عن محركي هؤلاء الأشخاص والرأس المدبر والمجموعات المحيطة به، وانتماءاتهم وجنسياتهم، أكانوا لبنانيين أو سوريين أو غير ذلك».
وأكد غصن أن «الجيش اللبناني ومديرية الاستخبارات هما عين الوطن الساهرة، وهذه المديرية تقوم بجهد جبار تشكر عليه»، مشيراً إلى أنه «كان بإمكان التحقيقات أن تسير بخطى متسارعة أكثر من ذلك، لولا قيام البعض بتصويب سلاحه باتجاه المؤسسة العسكرية».
وقال غصن «ارتأينا أنه من المفيد أن نضع أمام الرأي العام بعض هذه الحقائق، وذلك بهدف قطع دابر الفتنة، وخصوصا أننا بدأنا نسمع أصواتاً تروج لانفجار آخر قد يقع في منطقة أخرى، بهدف الإيقاع بين اللبنانيين، وإشعال فتنة ستودي بالبلد إلى الكارثة».
وذكّر غصن بما قاله سابقاً عن «تسلل عناصر إرهابية إلى لبنان»، وبأن «الدنيا قامت حينها ولم تقعد، وها هي الأيام تثبت صحة ما حذرنا منه».
ودقّ غصن «ناقوس الخطر لأن لبنان بدأ يقع في قبضة الإرهاب، وعلى الجميع أن يعي دقة المرحلة، والوضع لا يحتمل، وليتحمل كل إنسان مسؤوليته الوطنية، ولترفع الحواجز السياسية عن عمل المؤسسة العسكرية».
وفي السياق ذاته، عقد المجلس الأعلى للدفاع اجتماعاً في القصر الجمهوري امس، للبحث «في الأخطار الناجمة عن الأعمال الإرهابية المتنقلة من منطقة الى أخرى، إن كان بإطلاق الصواريخ المشبوهة في إتجاه رمز الشرعية والأمن القومي، أو باستهداف المناطق الآهلة بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة، وكان آخرها يوم (أول من) أمس في الضاحية الجنوبية».
وعلى صعيد آخر، اوقف فرع المعلومات مجموعة من الأشخاص في منطقة الطريق الجديدة في بيروت، للاشتباه في ضلوعهم بتنفيذ عمليات إرهابية والإعداد لتنفيذ اخرى. ويجري التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.