«فرط» التحالف بين القوى المؤثّرة داخل «اتحاد جمعيّات العائلات البيروتيّة»، وصار مرجّحاً الذهاب إلى معركة كسر عظم بين «اللقاء التشاوري» من جهة،وتحالف تيّار المستقبل ورؤساء «الاتحاد» السابقين (على رأسهم محمّد الأمين عيتاني ومحمد عفيف يمّوت)، إلا إذا صحّ اعتقاد مصادر مطلعة على المفاوضات بإمكان الوصول إلى تسوية جديدة قبل ساعات من موعد انتخاب رئيس وأعضاء الهيئة الإدارية المحدّد غداً. ويلفت هؤلاء إلى أن أحداً لم يُعلن عن لائحته بشكلٍ رسمي بعد، وأن الشائعات عن مواعيد لإعلان لوائح في الأيّام الماضية لم تكن إلا ضغطاً لإعادة القوى المختلفة إلى طاولة الحوار التي فرطت أمس، بعد لقاء ليلي لم يؤد إلى نتيجة، جمع القيادي في المستقبل جلال كبريت ورئيس «الاتحاد» السابق محمّد خالد سنّو (مقرّب من الوزير محمّد شقير) عن «اللقاء التشاوري»، ورئيس مؤسسات النائب فؤاد مخزومي سامر صفح.
مصادر في «التشاوري» حمّلت المستقبل مسؤوليّة فرط التسوية، إذ «بقي مُفاوضه يُناور بهدف الأكل من صحن المرشّحين المحسوبين على اللقاء التشاوري» الذي أصرّ على الحصول على 10 أعضاء من أصل 18، قبل أن يُخفض السقف إلى 9 مرشحين شرط نيل 3 مراكز أساسيّة: نائب الرئيس وأمين الصندوق وأمين السر. في المقابل، ينفي «الحريريون» الاتهامات مؤكدين أنّهم يبذلون «الغالي والرخيص» من أجل التوافق لأن «الاتّحاد» يجب أن يبقى «في حضن أهل بيروت، وتحديداً المستقلّين وأصحاب الكف النظيف». ويلفت هؤلاء إلى أنهم نزلوا عند رغبة «التشاوري» بسحب كلّ المرشّحين القدامى من اللائحة الوفاقيّة، لكن الصدمة كانت عندما طرح «التشاوري» نائب رئيس «الاتّحاد» الحالي عبد الله شاهين مرشحاً للرئاسة. علماً أن الأخير كان حتّى وقت قريب أشبه بـ«رهانٍ خاسر» لحلفائه الذين كانوا يخشون من أنه قد ينسحب في أي لحظة لعدم رغبته بأن يكون مرشّحاً في وجه المستقبل. فما الذي تغيّر فجأة حتى يقرر أن يخوض الانتخابات حتّى النهاية في وجه مرشّح التيار للرئاسة محيي الدين كشلي؟
السبب، بحسب الرواية المتداولة، هو الرئيس سعد الحريري نفسه! إذ تواصل شاهين مع الحريري عبر أصدقاء مشتركين، وتلقّى جواباً منه بأنه لا يمانع ترشّحه إلى رئاسة «الاتحاد»، و«أنت ومحيي الدين كشلي واحد». والأهم أنّ الحريري، دائماً بحسب الرواية، شدّد على أنّه «لا يتدخّل في شؤون الاتحاد وكل من يتدخّل لا يُمثّله أو يُمثّل المستقبل»!
أصداء الرسالة دوّت في أرجاء «الاتحاد»، واستقوى بها «التشاوري» لرفض العودة إلى طاولة الحوار والاندفاع نحو معركةٍ محتومة، مثبتاً ترشيح شاهين للرئاسة. فيما يؤكّد «مستقبليون» لـ«الأخبار» أن أحداً لم يتواصل مع الحريري، وأن ما نُقل عنه غير دقيق، ولو أن «الموقف الذي نسب إليه بعدم التدخل صحيح، ونحن ملتزمون بسقف بيانه الذي صدر قبل أيّام».
مع ذلك، يرى بعض المُتابعين أنّ «التشاوري» لا يعوّل في موقفه الرافض للتوافق على ما نُسب للحريري، بقدر ما ينام «على حرير» مخزومي. إذ أنّ «الفؤادين» (مخزومي والسنيورة) هما من يدعمان «التشاوري» لقلب الطاولة على «الحريريين». فيما تُنسب محاولة توجيه صفعة إلى المستقبل عبر إسقاط مرشحه للرئاسة إلى السنيورة وبهاء الحريري اللذين يمونان على شخصيات مؤثرة في الاتحاد.