على رغم شيوع حديث عن احتمال التوصّل إلى اتّفاق لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، ترفض الأخيرة شروطاً طالبت بها الرياض في محادثات مع إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالخصوص؛ إذ إن هذه الشروط تصعّب، وفقاً لما نقلته صحيفة «هآرتس» عن مصادر إسرائيلية، «إبرام اتّفاق، وقد تعرقل إمكانية سفر المسلمين (من فلسطينيي الـ48) إلى الحج (عبر طيران مباشر من تل أبيب إلى الرياض)». وتتمثّل المطالب السعودية، طبقاً لمسؤول إسرائيلي رفيع، في حصول المملكة على أسلحة أميركية متطورة، وموافقة الولايات المتحدة على «برنامج نووي مدني» تنشئه الرياض، وهو ما ترفضه تل أبيب، كون نيل السعودية أسلحة متقدّمة «يخلّ بالتفوّق النوعي العسكري الإسرائيلي في المنطقة»، في حين أن «برنامجاً نووياً مدنياً» لدى المملكة يُعتبر بنظر إسرائيل «مقدّمة لتطوير سلاح نووي سعودي». مع ذلك، يسعى بايدن لتحقيق إنجاز يقدّمه في حملته الانتخابية العام المقبل، لكن إن كان التوصّل إلى اتفاق تطبيع ثمنه برنامج نووي للسعودية، «فستكون هناك مشكلة لدى بايدن»، طبقاً لما قاله المسؤول الإسرائيلي الرفيع.وفي وقت سابق، تطرّق مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، إلى الموضوع في مقابلة مع «إذاعة الجيش الإسرائيلي»، معتبراً أن مطالب السعودية هي «مشكلة أميركية»، متسائلاً: «أيّ ثمن يمكن لواشنطن دفعه مقابل اتفاق كهذا». وقال: «لا نعلم دائماً ما الذي يدور في الأروقة السعودية - الأميركية... هناك مسائل تتطلّب موافقة الكونغرس الأميركي، ونحن لسنا ضمن هذا الموضوع». لكنه استدرك: «الأميركيون لن يحرزوا تقدّماً في هذا الموضوع مقابل السعودية من دون إجراء اتّصال وثيق معنا. ثمّة مشكلة إذا ما أرادت دولة ما برنامجاً نووياً مدنياً، لأنها معنيّة باستغلاله لمصلحة قدرات عسكرية». وبحسب «هآرتس»، فإن التوصّل إلى صفقة «سيستغرق عدّة أشهر على الأقلّ»، ما يعني أنه من غير المؤكد أن يتمكّن المسلمون الراغبون في الحج من فلسطينيي الـ48، والذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، من التوجّه إلى السعودية الشهر المقبل لأداء المناسك، عبر خطّ طيران مباشر من تل أبيب إلى الرياض، اعتُبرت احتمالية افتتاحه مقدّمة للتطبيع بين الجانبين.