بعد مرور نحو عام على الانتخابات النيابية، ونحو ستة أشهر على قبول المجلس الدستوري الطعن المقدّم منه وفوزه بالمقعد النيابي عن مدينة طرابلس، أعلن النائب فيصل كرامي تشكيل تكتل «التوافق الوطني» الذي يضمّ النواب فيصل كرامي، عدنان طرابلسي، حسن مراد، محمد يحيى، وطه ناجي.
وقال، في مؤتمر صحافي، إنّ التكتل «عابر للمناطق ونتمنى أن يصبح عابراً للطوائف»، مؤكدا أنّه «ليس امتدادا أو تكراراً لأيّ تكتل سابق»، في إشارة إلى «اللقاء التشاوري». ولفت إلى التكتل يجتمع «على الثوابت الوطنية والقومية وأبرزها عروبة لبنان وأهمية انفتاحه على أشقائه العرب وتوطيد علاقاته بكل الدول العربية، ويؤمن بأنّ الخروج من المنزلق الراهن يتطلّب مساراً إصلاحياً شاملاً على المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية ومحاربة جدية للهدر والفساد والمضيّ قدماً في التدقيق الجنائي واعتماد الشفافية والحوكمة والإصلاح الإداري والاستفادة من ثروات لبنان في الطاقة والمياه بأسرع وقت ودعم الليرة اللبنانية ووضع برامج تحقق النمو وتزيد معدلات الإنتاج وتحقق التكافل الاجتماعي والتوجه نحو اللامركزية الإدارية والإنماء المتوازن وحماية البيئة».

كما أشار إلى أنّه التكتل الجديد يجتمع «على الضرورة العاجلة التي لا تحتمل مزيداً ممن التأخير لإنقاذ لبنان من الهاوية التي نترنح على شفيرها وهذا لا يكون إلا عبر انتظام الحياة السياسية وعمل المؤسسات واختيار الأشخاص المؤهلين لقيادة السفينة المشرفة على الغرق وفق خطة إنقاذ وخطة تعاف تأخذ في الاعتبار ما يناسب مصلحة لبنان العليا وتحرص على عدم إلقاء أيّ عبء إضافي على المواطن اللبناني». واعتبر أنّ «بوابة الولوج إلى هذه الحلول تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة أصيلة وعودة المؤسسات إلى عملها الطبيعي».

وشدّد على أنّ التكتل يدعو إلى التوافق «عبر الحوار الوطني الجامع بهدف إيجاد تفاهمات صادقة من دون شبهة محاصصات ومن دون أيّ تلاعب على النصوص الدستورية»، مشيراً إلى أنّه يعتمد اتفاق الطائف «المنطلق الذي نبني عليه سعينا لتحقيق الاستقرار ومصلحة الوطن، ونرفض الاستنسابية في تطبيق واستخدام الدستور بما يدمّر الوطن والعيش الحسن»، داعياً إلى تأجيل «أيّ كلام حول التعديلات الدستورية إلى ما بعد التعافي الوطني لأنّ التوقيت الحالي لطرح مثل هذه الأمور هو توقيت ينذر بالكثير من المخاطر التي تهدد وحدة لبنان».

ورداً على سؤال عما إذا كان اسم جهاد أزعور كمرشح لرئاسة الجمهورية يستفزّ التكتل، قال كرامي: «ليس هناك اسم يستفزّنا، ونحن بانتظار إعلان الترشيحات ومن ثم نبني على الشيء مقتضاه». وأضاف: «نحن لا نصنّف أنفسنا لا معارضة ولا موالاة».

وعن عدم انضمام النائب جهاد الصمد إلى التكتل، قال إنّ الأخير لا يرغب الانضواء في تكتّل، ولكن سيكون هناك تواصل وتنسيق معه.