أثار قرار رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، بتقديم التوقيت ساعة اعتباراً من 20 نيسان بدلاً من بدء العمل بالتوقيت الصيفي في عطلة نهاية الأسبوع الأخير من آذار كما جرت العادة في لبنان وأوروبا ومناطق أخرى، الخلاف بين السلطات السياسية والدينية، وتسبّب بانقسام بين اللبنانيين وإرباك تجلّى باعتماد توقيتين مختلفين، ما دفع ميقاتي إلى دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد ظهر اليوم لمناقشة موضوع التوقيت كبند وحيد على جدول أعماله، وذلك «في ضوء المستجدات الأخيرة الحاصلة في البلاد وتبعاتها على الصُعد كافة»، بحسب ما ذكرت الأمانة العامة لمجلس الوزراء.
وعلى الرغم من عدم ذكر أسباب القرار، واكتفاء مكتب رئيس الحكومة بالقول إنّه «إداريّ بحت» آسفاً «للمنحى الطائفي» الذي اتخذه، اعتبره البعض محاولة لإتاحة الفرصة للصائمين في رمضان للإفطار مبكراً وفقاً للتوقيت الشتوي، وذلك عقب تسريب مقطع فيديو من اجتماع ميقاتي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري يطلب فيه الأخير تمديد العمل بالتوقيت الشتوي قائلاً له: «بدل ما يكون الساعة 7 يضل الساعة 6 من هلق لآخر رمضان».

في غضون ذلك، أعلنت البطريركية المارونية، السبت، أنها ستخالف القرار الذي وصفته بأنه «مفاجئ»، وقالت إنه لم تجر أي مشاورات مع الجهات المعنية الأخرى ولم تؤخذ المعايير الدولية في الاعتبار. وأكدت أنها ستقدم التوقيت ساعة مساء السبت، فيما أعلنت مؤسسات وأحزاب ومدارس مسيحية ووسائل إعلام خططاً مماثلة.

وقال وزير التربية، عباس الحلبي، إن المدارس ستعمل وفق التوقيت الصيفي خلافاً لقرار الحكومة، إلا أنّه ما لبث أن تراجع عن قراره معلناً أنّه تبلغ من ميقاتي «أنه بصدد الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء، للبحث حصرا في موضوع التوقيت الصيفي، وبناء على ذلك ونظراً للإرباك الحاصل في القطاع التربوي الرسمي والخاص ، يترك الوزير الحلبي للمسؤولين عن المدارس والمهنيات والجامعات الرسمية والخاصة حرية اختيار وقت فتح مدارسهم ومؤسساتهم غدا والعمل بالقرار الذي سوف يصدر عن مجلس الوزراء ابتداء من بعد غد الثلاثاء».

من ناحيتها، أعلنت شركة الخطوط الجوية اللبنانية «طيران الشرق الأوسط» إن ساعاتها وأجهزتها الأخرى ستبقى على التوقيت الشتوي تماشيا مع قرار ميقاتي، لكنها ستعدل أوقات رحلاتها لتتماشى مع التوقيتات الدولية. فيما أرسلت شركة الاتصالات إلى العملاء تنصحهم بضبط الوقت على هواتفهم يدوياً يوم الأحد في حال تقدم الساعة على هواتفهم تلقائياً.