حلّ مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق ديفيد هيل، قبل أيام، ضيفاً على عشاء أقامه المرشح الرئاسي النائب ميشال معوض في زغرتا. «الرجل الأبيض» الذي يزور لبنان، بصفته مدير «مركز ويلسون للأبحاث»، عومل معاملة استثنائية. وبما أن الظروف استثنائية، والجميع - مرشّحين وحالمين وتابعين و«تغييريين» و«سياديين» - يبحث عن موقف سياسي يُبنى عليه، تسابق نحو 15 نائباً لحجز مقعد حول جلسة «عصف» ونقاش سياسي. مثّل النائب رازي الحاج القوات اللبنانية، وحضرت نجاة عون ووضاح الصادق ممثلين لـ «مكوّنات» في قوى «التغيير»، وغسان سكاف بصفته الشخصية.الزائر الذي لا صفة رسمية له كان أكثر رصانة من بعض المتحمسين وثرثراتهم وأسئلتهم حول رئاسة الجمهورية والحكومة والملفات الداخلية والسلاح و«الكابيتال كونترول»، مفضّلاً البقاء في العموميات. وبدا واضحاً أن ليس لديه ما يقوله لبنانياً ولا يحمل أي موقف أو توصيات وليس مبعوثاً لبلاده. وهذا، ربما، ما دفع هؤلاء إلى عدم حضور الغداء الذي استضافه في اليوم التالي فؤاد مخزومي على شرف الضيف الأميركي. حضر سفراء أجانب وعرب، غاب عنهم السفير السعودي وليد البخاري الموجود في الرياض. وكحال «جلسة زغرتا»، كانت «جلسة بيروت» بلا نكهة سياسية ومن دون الخوض في تفاصيل الملفات الساخنة، مع تحفّظ أكبر للضيف في ظل وجود سفراء جاهزين لإعداد تقاريرهم فور انتهاء الجلسة.
في الجلستين كان هيل حريصاً على عدم تبني أي موقف يُحسب عليه، فاقتصر على العموميات، مع كثير من الأسئلة. هكذا بدا هيل في بنشعي، أيضاً، في زيارته لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية وفي بيروت خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، طارحاً أسئلة عن جدية ترشيح فرنجية للرئاسة وجدية داعميه وحظوظه ومدى استعداد حزب الله لخوض معركة من أجله.
الجلسة الوحيدة التي خرقت «البروتوكول»، كانت تلك التي استضافتها مسؤولة التيار الوطني الحر في بيروت ريّا الداعوق، في حضور رئيس الجمهورية السابق ميشال عون. شنّت الداعوق هجوماً قاسياً على فرنجية، فيما كان عون مستمعاً من دون تعليق، واكتفى هيل بتوقّع «ألا تدعم الولايات المتحدة أي مرشح». وهي عبارة كرّرها على منبر وزارة الخارجية على هامش «ندوة» أقيمت في حضور الوزير عبدالله بو حبيب، تحدث فيها عن جزء من حياته المهنية قضاه في لبنان، والملفات التي يعمل عليها منذ تقاعده في أيلول الماضي، مسهباً في الحديث عن العلاقات التي تجمع لبنان بالولايات المتحدة منذ القرن الثامن عشر (!)، مشيراً إلى أن العقوبات «فشلت في التأثير على حزب الله».