عدا عن دعوة رئيس مجلس النواب، نبيه بري، الكتل النيابية كافة إلى إبداء رأيها بشأن الحوار قبل الخميس المقبل، لم تحمل جلسة مجلس النوّاب التاسعة لانتخاب رئيسٍ للجمهورية أيّ جديد يميّزها عن سابقاتها سوى «التعادل» الذي سُجّل في عدد الأصوات بين الورقة البيضاء والنائب ميشال معوّض، وهو ما يبدو أنّه الرسالة التي أراد التيار الوطني الحر توجيهها إلى حليفه حزب الله رداً على مشاركته في جلسة الحكومة الإثنين الماضي، وقد لمّح إلى ذلك رئيس «التيار» النائب جبران باسيل الذي اكتفى بعد انتهاء الجلسة بالقول «على قد ما لازم»، كما أكده النائب غسان عطالله في تصريحه خلال مغادرته مجلس النواب قائلاً: «أصبح هناك تعادل».
وفي أوّل تعليق من «التيار» على بيان حزب الله الذي صدر اليوم، قال عطالله إنّ كلام باسيل «لم يكن كما ذُكر في البيان». واعتبر أنّ «حضور حزب الله في جلسة مجلس الوزراء ضرب للشراكة الوطنية وللالتزام الذي حصل».

وقد انتهت عملية فرز الأصوات على النحو الآتي: ميشال معوض: 39، أوراق بيضاء: 39، عصام خليفة: 5، أوراق ملغاة: 15، سليمان فرنجية: 0، زياد بارود: 1، وأسماء أخرى: 6.

وكما العادة، فُقد النصاب في الدورة الثانية من الجلسة، وحدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة العاشرة الخميس المقبل، وأمل «من اليوم وحتى الخميس المقبل الحصول على رأي الزملاء والكتل جميعاً في موضوع الحوار، فإذا ما حصل سأحوّلها إلى جلسة حوار، وإذا لم يحصل سنذهب إلى السنة الجديدة».

وفي مستهلّ الجلسة، التي عُقدت بغياب النواب جميل السيّد، سليم الصايغ، سيمون أبي رميا، ياسين ياسين، وضاح صادق، الياس بو صعب، ستريدا جعجع، نعمت افرام، طه ناجي، علي عسيران، ملحم رياشي وهاغوب بقرادونيان، كانت مداخلة لعضو تكتل «الجمهورية القوية»، النائب فادي كرم، كرّر فيها موقف زميله في التكتل النائب أنطوان حبشي الذي أدلى به في الجلسة السابقة، فتوجّه إلى بري بالقول إنّ «البلد ينهار وكلّنا مسؤولون وأنت المسؤول الأكبر»، وطلب منه دعوة النواب «الذين لا يحضرون ليحضروا ويفاجئوا الشعب اللبناني بخبر إيجابي وهو انتخاب رئيسٍ». فردّ بري قائلاً إنّ «الجميع يعلم أنني قبل انتهاء ولاية فخامة رئيس الجمهورية أحاول وأؤكد ضرورة أن يكون هناك حوار، من أجل ماذا؟ من أجل الوصول إلى حلّ وتوافق. فالسؤال هل هناك إمكان لأيّ أمر غير الحوار؟ إن شاء الله يقتنع الجميع بهذا الأمر».

كما ردّ بري على مداخلة للنائب ملحم خلف سأل فيها: «هل هناك عائق دستوري أو نظامي أن يبقى النواب داخل القاعة بعد انتهاء الجلسة؟»، فقال رئيس المجلس: «حدا قلك إنو عاملين استراحة هون؟». 

من جهته، رأى أمين سرّ كتلة «اللقاء الديموقراطي»، النائب هادي أبو الحسن، أنّه يجب «اختيار رئيس وفق شرطَين وهما الإصلاح وتطبيق الطائف»، واعتبر أنّ «تكرار هذا المشهد في المجلس النيابي أصبح مسيئاً لنا جميعاً».

بدوره، قال عضو كتلة «التنمية والتحرير»، النائب علي حسن خليل، رداً على سؤال حول الخلاف بين التيار الوطني الحر وحزب الله، إنّ «هذا موضوع يخصّ الطرفين عبّر عنه كلاهما بطريقته، ونحن لا نتدخّل وموقفنا السياسي واضح». ورأى أنّ «على القوى أن تعرف أن لا خيار للخروج من الأزمة إلا بالتواصل، والمطلوب أن يعيد كلّ طرف مراجعة موقفه حتى إطلاق هذا الخيار».

إلى ذلك، رأى عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب بيار بو عاصي أنّ «ما حصل اليوم أضاف إلى المشهد تمريك نقاط من التيار الوطني الحر تجاه حزب الله»، معتبراً أنّ «الأوراق التي حملت اسم ميشال وأخرى معوّض تدلّ على استهتار بأهمية انتخاب رئيس جمهورية وهذه لعبة خفيفة لا تليق بحدث بهذه الأهمية». ورأى أنّ «الحريص على صلاحيات الرئيس وانتظام عمل المؤسسات لا يقوم بألاعيب مشابهة في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية لمجرّد تمريك النقاط على طرف آخر يفترض أنّه حليفه ولا شيء يفصل بينهما».