طالب البطريرك الماروني بشارة الراعي، اليوم، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بتصويب الأمور لتجنيب البلاد سجالات طائفية وإشكالات جديدة، بسبب دعوته إلى جلسة لمجلس الوزراء الإثنين المقبل، وسط الشغور في سدّة الرئاسة الأولى.
واعتبر الراعي، في عظة الأحد من بكركي، أن «الاستخفاف في انتخاب رئيس للدولة يضع الحكومة ورئيسها بين سندان حاجات المواطنين ومطرقة نواهي الدستور»، متمنياً على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن «يصوّب الأمور وهو يتحضّر مبدئياً لعقد اجتماع يوم الإثنين المقبل. فالبلاد في غنى عن فتح سجالات طائفية، وخلق إشكالات جديدة، وتعريض الأمن للاهتزاز، وعن صراع مؤسسات، واختلاف على صلاحيات».

وقال الراعي إن «القوى المستقوية عندنا، حوّلت الرئاسة إلى جبهة سياسية في محاور المنطقة وقررت، رغم معارضة الرأي العام، الاستئثار بها لتبقى دولة لبنان جزءاً لا يتجزأ من محور الممانعة وحروبها واضطراباتها المستجدة»، آسفاً لـ«أن هذه القوى وحلفاءها لا يعيرون أي اهتمام لمصلحة لبنان. وهم مستعدون لاستنزاف الوقت أشهراً وربما سنوات للحصول على مبتغاهم».

ودعا الراعي «رئيس مجلس النواب المؤتمن على إدارة الجلسات وتأمين الظروف الدستورية والنصاب الطبيعي الذي أشارت إليه المادة 49 من الدستور للإسراع في إجراء الانتخابات الرئاسية، لكي لا يفقد المجلس النيابي مُبرّر وجوده كمركز لانبثاق السلطة».

وأعلن الراعي أنه لمسَ في لقائه مع سفراء الدول العربية في سفارة لبنان في روما الأسبوع الفائت «استعداداً جامعاً لمساعدة لبنان (...) لكننا وجدنا لديهم في المقابل، عتباً كبيراً على النواب الذين يمتنعون، عن انتخاب رئيس للجمهورية لأسباب ليس لها علاقة بمصلحة لبنان».

وفي وقت لاحق، قال ميقاتي، في بيان، إنه يأخذ في الاعتبار «هواجس البطريرك وموقفه» وسيسعى إلى بقاء الحكومة «بعيدة عن تأثيرات من هنا وهناك لتحافظ على استقلاليتها كسلطة تنفيذية، ولو لتصريف الأعمال، كما دعا البطريرك الراعي، في عظته اليوم».

ونفى ميقاتي «ما يروجه بعض الإعلام العوني الهوى والانتماء والتمويل» عن اتصال جرى بينه وبين البطريرك الماروني بعد عظة اليوم، موضحاً أنه «اتصل أمس بالبطريرك الماروني للتشاور في الوضع، وشرح له الظروف التي حتّمت الدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء. وما يحاول الإعلام العوني إلباسه للبطريرك الماروني من موقف غير صحيح على الإطلاق».