اقتربت المفاوضات غير المباشرة بين لبنان والعدو الإسرائيلي لترسيم الحدود البحرية بين الجانبين من نهايتها، عقب تسليم الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين قيادتَي الطرفين المسودة النهائية للاتفاق، الذي صاغه بناءً على المفاوضات غير المباشرة بين بيروت وتل أبيب. وفيما أعلن رئيس حكومة العدو الإسرائيلي، يائير لابيد، موافقةً مبدئيةً عليها، يُعقد في قصر بعبدا غداً الإثنين اجتماع تقني، يليه اجتماع للرؤساء الثلاثة، لبحث المسودة الأميركية.
واليوم، دعا رئيس الجمهورية ميشال عون إلى اجتماع تقني في قصر بعبدا غداً الإثنين، لبحث مسودة الاتفاق التي تسلّمها أمس السبت من السفيرة الأميركية في بيروت، دوروثي شيا. ويلي الاجتماع التقني، اجتماع مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي.

وفي تل أبيب، قال لابيد خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته إن الموافقة الإسرائيلية على المسودة تتوقف حالياً على المراجعة القانونية، مضيفاً أن المقترح الأميركي «يصون كامل مصالح الأمن القومي لإسرائيل، فضلاً عن مصالحنا الاقتصادية».

وزعم لابيد أن «لا مانع لدينا من تطوير حقل غاز لبناني إضافي، سنتلقى منه بالطبع عائدات»، معتبراً أن من شأن «مثل هذا الحقل أن يُقلّل الاعتماد اللبناني على إيران ويكبح جماح حزب الله ويحقق الاستقرار في المنطقة».

ويواجه لابيد معارضةً من منافسه بنيامين نتنياهو الذي اتهم الأول بالتّهرب من عرض المسودة على الكنيست لمراجعتها. وألمح نتنياهو إلى أنه قد يطيح بالاتفاق إذا ما أُعيد انتخابه، من خلال تغريدة قال فيها إنه لن يكون ملزماً بـ«هذا الأمر الواقع».

بدوره، أقرّ وزير العدل في حكومة لابيد، جدعون ساعر، أنه يتمّ بشكل عام عرض مثل هذه الاتفاقيات على الكنيست. إلّا أن ساعر ذكر لـ«إذاعة البث الإسرائيلية» أن «هناك حالات استثنائية حيث (وهذا يتطلب موافقة وزير العدل) يتمّ الاستثناء من العرض الإلزامي».

أمّا في لبنان، فأكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة»، النائب محمد رعد، دعم حزب الله «الموقف اللبناني من أجل أن نستنقذ حقّنا في ترسيم حدودنا البحرية»، معرباً عن الثقة بـ«أن الأمور ستنتهي بفضل حضورنا وجهوزية مقاومتنا وبفضل موقفنا السديد».

وكان الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، قد وصف أمس السبت تسلّم لبنان مسودة الاتفاق بـ«الخطوة المهمة جداً»، لافتاً إلى «(أننا) أمام أيام حاسمة في هذا الملف، وسيتضح خلال الأيام المقبلة ما الموقف الذي سيتخذه المسؤولون في الدولة بخصوص هذا الملف، ونأمل أن تكون الخواتيم طيبة».

وكانت السفيرة الأميركية في بيروت قد سلّمت رئيس الجمهورية في قصر بعبدا «رسالة خطية من الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين حول الاقتراحات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية». ووفق وكالة «رويترز»، فإن المسودة تتألف من عشر صفحات.

وتكثّفت الاتصالات في الأيام الأخيرة للتوصل إلى حلّ بشأن المنطقة الأمنية التي طلبها العدو الإسرائيلي في البحر، مقابل موافقته على المطلب اللبناني: الخط 23 إضافةً إلى «حقل قانا».