كما كان متوقّعاً، فقدت جلسة مجلس النوّاب التي خُصّصت لانتخاب رئيس للجمهورية، اليوم، نصابها بعد انسحاب عدد من النواب، أبرزهم من كتلتي «الوفاء للمقاومة» و«التنمية والتحرير»، وذلك عقب فرز الأصوات، ما ألغى الدورة الثانية للجلسة التي التأمت بحضور 122 نائباً واعتذار 4 نواب هم نعمة افرام، نجاة صليبا، ابراهيم منيمنة وفؤاد مخزومي، وغياب النائبين ستريدا جعجع وسليم الصايغ من دون عذر.
ورغم أنّ الدعوة إلى هذه الجلسة لم تحصل بناءً على ما كان قد أعلنه رئيس مجلس النواب، نبيه بري، سابقاً حول أنّه لن يدعو إلى جلسة قبل التوافق على اسم لرئاسة الجمهورية، عاد بري وكرّر ذلك، بعد رفعه الجلسة لعدم اكتمال النصاب، وقال إنّه «عندما يتمّ التوافق على رئيس سأدعو إلى جلسة مقبلة، وإذا ما صار في توافق وإذا ما كانوا 128 صوتاً لن ننقذ لبنان».

وجاءت نتيجة فرز أصوات الـ122 نائباً الذين حضروا الجلسة على الشكل الآتي:
ورقة بيضاء: 63
ميشال معوّض: 36
سليم إدة: 11
أسماء أخرى: 12

ورداً على سؤال النائب وديع الخازن حول غياب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن الجلسة، قال برّي: «أصلاً مش ضروري يحضروا الوزراء، وأنا حكيته وقلتلّه مش ضروري تشرّف».

وخلال الجلسة، سأل نائب رئيس مجلس النّواب الياس بو صعب عن طائفة رئيس الجمهوريّة، وإن كانت هناك أيّ مادّة دستوريّة تحتّم اختياره من ضمن الطائفة المارونية، فأجابه برّي «كنّك طمعان فيها؟».

وقبل رفع الجلسة، توجّه النائب نديم الجميّل إلى بري طالباً منه أن يوزّع أوراقاً، فأجابه بري قائلاً: «ما بخلّوك تحكي داخل حزب الكتائب بتجي لتحكي هون؟».

معوّض: هذه الجلسة خطوة أساسية في مسار جمع المعارضة
رأى النائب ميشال معوض​ أنّ «هذه الجلسة كانت خطوة أساسية في مسار جمع المعارضة لأنه تم تشكيل أكثرية وازنة من المعارضة التي انتخبتني».

واعتبر أنّ «التوافق لا يُبنى بسلاح خارج الدولة ولا يُبنى إلى جرّ لبنان الى محاور مهما كانت هذه المحاور، والتوافق يُبنى على أساس تقبل الأخر، والتوافق يبنى تحت سقف الدولة اللبنانية».

وقال إنّ خياره «هو خيار العودة إلى ​الدستور​ و​الطائف​ ودولة المؤسسات وفصل الإدارة عن السياسة​ واستقلالية ​القضاء​ لأنّ العدالة هي أساس الاستقرار في لبنان».

عدوان: على المعارضة التوحّد لتكمل خطوة اليوم
من جهته، قال نائب رئيس الهيئة التنفيذية في حزب «القوات اللبنانية، النائب جورج عدوان، إنّ «الجلسة اليوم أكّدت أنّ المنظومة مضعضعة وأكثر ما استطاعت القيام به هو أن تضع أوراقاً بيضاء»، مُشيراً إلى أنّ «هناك معارضة قدمت مرشحاً نتج من تشاور بين كل المعارضة والشخص الذي أخذ أكبر عدد من الأصوات هو ميشال معوض، ونحن صوتنا له».

وقال إنّ «ميشال معوض صنع في لبنان وهو ابن الشهيد رينيه معوض الذي نعلم جميعاً من اغتاله».

وأضاف: «ما حصل اليوم خطوة أولى لتوحيد المعارضة، ونحن نتوجه اليوم إلى كل المعارضة لنتمنّى عليهم أن نتوحد جميعاً لنكمل الخطوة الأولى التي بدأت اليوم والتي أكدت أننا إن اجتمعنا جميعناً قادرون على إيصال رئيس للجمهورية».

خليل: لن نقف عند توزيع الأصوات لأنّ النتيجة كانت معروفة
اعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النّائب ​علي حسن خليل​، أنّ «جلسة اليوم دعوة لكلّ القوى لأن تتكلّم مع بعضها ويجب ألّا نضيّعها وأن نقدّر تداعيات ​الفراغ الرئاسي»، وقال: «لن نقف عند توزيع الأصوات لأن النتيجة كانت معروفة أنه لن ينتخب أي رئيس اليوم»، معتبراً أنه «بغياب التوافق لا يمكن انتخاب رئيس جديد للجمهورية».

وقال في مؤتمر صحافي من مجلس النواب «إننا أمام جلسات جديدة، و​المجلس النيابي​ لن يفقد دوره في العمل التشريعي ولا حقّه بإعطاء الثقة لأيّ حكومة جديدة، ولدينا عدة جلسات قادمة، وأعتقد في 18 تشرين الأول لدينا جلسة لانتخاب لجان».

«اللقاء الديمقراطي» يقترع لمعوّض
أعلنت كتلة «اللقاء الديموقراطي» أنّها صوّتت للنائب ميشال معوّض، معتبرة أنّ «هذه جولة أولى ولاحقاً سنستكمل التواصل مع كلّ القوى وصولاً إلى تفاهم مقبول يؤمّن توافقاً على المستوى الرئاسي».

وقال أمين سر الكتلة النائب هادي أبو الحسن: «جئنا اليوم لنصوّت لرئيس يؤمن بالطائف، والأستاذ ميشال معوّض هو ابن الشهيد رينيه معوّض، ولهذا التصويت أبعاده».

وأضاف: «نحن مع رئيس يفهم خصوصية لبنان وجامع بمشروعه ويحمل رؤية إصلاحية إنقاذية ويعيد صياغة علاقة لبنان مع المحيط العربي ويعيد دوره إلى المنبر الدولي. لهذا السبب كان خيارنا ميشال معوض».

ورأى أنّ «عملية إفقاد النصاب هي لعبة مشروعة ديموقراطياً ،لكنّنا نأمل أن يبقى النصاب».