الخبر انتشر أمس على نطاق واسع. فالبيان الصادر عن بنك الموارد كان واضحاً بأنه يعلّق عضويّته في جمعية المصارف. لكن السؤال لماذا فعلها مالك البنك مروان خير الدين؟ المعطيات المتوافرة تشير إلى أن العديد من المصارف تبدي امتعاضها من سلوك رئيس جمعية المصارف سليم صفير وتفرّده باتخاذ القرارات مع حلقة ضيقّة من أعضاء الجمعية، وذلك من دون التشاور مع باقي الأعضاء. وهذا الأمر دفع عدداً من أصحاب المصارف إلى توجيه انتقادات علنية للجمعية، مثل الانتقادات التي ساقها رئيس مجلس إدارة البنك اللبناني السويسري تنال الصباح في مقابلته المتلفزة الأخيرة. إلا أن أحداً من أعضاء الجمعية لم يأخذ قراراً سلبياً تجاه قيادة الجمعية. وليس هناك أيّ توقّع بأن يقوم مصرفي آخر بما قام به خير الدين. ويتردّد أن الرسالة التي أرسلها مستشار الجمعية كارلوس عبادي إلى صندوق النقد الدولي للاعتراض على قانونية الاتفاق بين لبنان والصندوق أتت منفردة ودفعت بالجمعية إلى التعرض لانتقادات سلبية، بينما هي تسير مع «حزب المصرف» نحو القيامة وليس نحو السقوط. فمن أبرز ما ورد في هذه الرسالة أن الجمعية تطالب ببيع الذهب لتسديد ودائع المصارف لدى مصرف لبنان، وهو أمر لا يفترض أن تطرحه الجمعية بل أن تدفع في اتجاهه، نظراً إلى ما سيحمّلها من ضغوط سلبية في الشارع. وإلى جانب ذلك، هناك العلاقة التي تجمع خير الدين بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وبرئيس الحكومة نجيب ميقاتي. إذ لا يتوقع أن يتم السكوت على خطوة سلبية تقوم بها الجمعية بوجه ميقاتي وسلامة اللذين يعملان في خدمة المصارف وسائر الطبقة الحاكمة.