وصل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، إلى بيروت، أمس، على رأس وفد قيادي من الحركة يضمّ صالح العاروري وخليل الحيّة وآخرين، في زيارة مقرّرة مسبقاً، وهي الثالثة منذ تسلّمه رئاسة المكتب السياسي للحركة، والأولى بعد التّجديد له لولاية ثانية قبل أقلّ من عام. وبحسب مصادر «الأخبار»، تأتي زيارة هنيّة إلى بيروت، ضمن جولة «إقليمية» رسمية، كان من المقرّر أن تنطلق من مصر، إلا أن «السلطات المصرية تأخّرت كثيراً في تحديد موعد له رغم الطلب المتكرّر». وتضيف المصادر أن «الحركة فهمت من خلال عدة مصادر ومؤشّرات، أن القاهرة لم تُرِد استقبال هنية حالياً، خشية أن يؤثّر ذلك على توقيع مذكّرة تصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا، وعلى برنامج زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة الشهر المقبل».ووفق بيان لحركة «حماس»، فإن هنية وصل «على رأس وفدٍ قيادي في زيارة يلتقي خلالها المسؤولين والقيادات اللبنانية، كما يلتقي قيادات الفصائل، وقيادات العمل الوطني والشعبي الفلسطيني». وسيُلقي هنية «كلمة المقاومة الفلسطينية أمام المؤتمر القومي الإسلامي، في دورته الـ 31 المُنعقدة في بيروت»، يوم السبت المقبل. وبحسب مصادر «الأخبار»، فإن «قيادتي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الشعبية - القيادة العامّة، ستحضران من دمشق إلى بيروت، في اليومين المقبلين، إلى جانب قيادات وشخصيات فلسطينية أخرى، للمشاركة في لقاء يجمع قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية مع هنية، بمشاركة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخّالة». ومن المقرّر أن يختتم هنية زيارته إلى بيروت نهاية الأسبوع الحالي.
قررت قيادة الحركة بالإجماع إعادة العلاقات مع دمشق


من جهة أخرى، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين في «حماس»، قولهما إن «الحركة قرّرت استئناف علاقاتها مع سوريا، بعد عشر سنوات من مقاطعة قيادتها دمشق». وقال مسؤول في الحركة، طلب عدم الكشف عن هويته، إن «الطرفين عقدا لقاءات على مستويات قيادية عُليا لتحقيق ذلك»، في حين قال مسؤولان «حمساويّان» آخران إن قيادة الحركة «اتّخذت قراراً بالإجماع بإعادة العلاقة مع سوريا». وفي حين أكّدت مصادر «الأخبار» أن «وساطة يقودها حزب الله والحرس الثوري الإيراني، منذ شهور، بين حركة حماس والدولة السورية، وصلت إلى مراحل إيجابية متقدّمة»، نفت المصادر صحّة الحديث عن «زيارة وشيكة لهنية إلى دمشق»، وأكدت أن الزيارة «ستحصل عندما يتمّ التوصّل إلى اتّفاق كامل لإعادة العلاقات إلى طبيعتها بين الجانبين»، مع التأكيد أن هذا «لم يعد مستحيلاً، بل يمكن القول إنه بات قريباً، لكن ليس خلال أيام أو أسابيع». وفي هذا السياق، أكد الناطق باسم حركة «حماس» في لبنان، جهاد طه، في بيان، أن «زيارة هنية الحالية هي زيارة خاصّة بلبنان، يلتقي فيها المسؤولين والمرجعيّات اللبنانية، وقادة الفصائل والفعاليات الشعبية الفلسطينية، وليس لأي شأن آخر».