في الثالث من الشهر الجاري، دعا السفير السعودي في بيروت وليد البخاري، عبر وسائل إعلام وصحافيين «مقرّبين» منه، إلى لقاء مع إعلاميّين لبنانيين في دارته في اليرزة، لـ«دحض الشائعات» حول استدعائه إلى الرياض ربطاً بنتائج الانتخابات النيابية الأخيرة التي خاضها سفير المملكة بحماسة، من دون أن تأتي نتائجها على قدر الآمال السعودية.أسبوع مرّ على الدعوة اليتيمة التي لم يحدّد موعد لها، ولم يعد البخاري بعد من رحلة «النقاهة» التي أكّدت مصادر على صلة وثيقة بالرياض لـ«الأخبار» سابقاً، أنها جاءت بناءً على استدعاء من القيادة السعودية، لدرس نتائج الاستحقاق. إذ إن من احتكروا الدعم السعودي في الانتخابات لم يتمكنوا من الحصول على الأكثرية الموعودة في البرلمان الجديد. فلا القوات اللبنانية فازت بالكتلة الأكبر مسيحياً، ولا التيار الوطني الحر «كُسر»، فيما جاءت نتائج بيروت الثانية صادمة بعد إخفاق فؤاد السنيورة في إيصال نائب سني واحد إلى ساحة النجمة.
المصادر نفسها كرّرت أن عودة البخاري إلى بيروت، في حال حصولها، لا تنفي أن السلطات السعودية تبحث في تعيين بديل له في العاصمة اللبنانية لبدء مرحلة جديدة من العمل في مرحلة ما بعد الانتخابات، مع «إعادة النظر في الوضع السني الذي خرج من الاستحقاق مشتتاً بشكل غير مسبوق».
السعودية نحو إعادة النظر في الوضع السنّي الذي خرج من الاستحقاق النيابي مشتّتاً

ورأت أن البخاري مضى بعيداً في «شخصنة» العمل الدبلوماسي في شكل لم يسبق له مثيل. فإلى علاقته الوثيقة بسمير جعجع، وبعيداً عن مهاجمته حزب الله، دخل السفير المولع بـ«تويتر»، في زواريب السياسة اللبنانية، ووجّه إهانات شخصية إلى مرشحين سقطوا في الانتخابات، واصفاً إياهم بأنهم «رموز غدر وخيانة»، ومارس وصاية أزعجت حتى بعض حلفاء الرياض من غير القوات اللبنانية. ولفتت المصادر إلى أن الانتقادات لأداء السفير في بيروت سابقة للانتخابات، لوجود تيار في القيادة السعودية انتقد «تشليع» الطائفة السنية لمصلحة رئيس القوات اللبنانية. وأشارت إلى أن صدى «لوم» المسؤولين السعوديين للسفير بعد الانتخابات لوضعه كل «البيض» السعودي في «سلة» جعجع، وصل إلى مسامعه قبل مغادرته بيروت. وهذا، بحسب المصادر، ما دفعه إلى «توقيت» مغادرته بيروت عشية حفل استقبال أقامته معراب لسفراء عرب وأجانب في 28 أيار الماضي تفادياً لمزيد من «الإحراج».