كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، عن توقعات جيش العدو الإسرائيلي بشأن سيناريو الحرب المستقبلية مع لبنان، مشيرةً إلى أنّ الجيش «يتوقّع سقوط 300 قتيل إسرائيلي في غضون تسعة أيام، إضافة لسقوط 1500 صاروخ في اليوم». في المقابل، يتوقع السيناريو «سقوط آلاف القتلى اللبنانيين».وفي الإطار، أوضح رئيس هيئة أركان الجيش، أفيف كوخافي، في إيجاز معلوماتيّ قدّمه أمام القادة العسكريين في الأسبوع الثالث من مناورة «مركبات النار»، أنّ «القضاء على وحدة الرضوان التابعة لحزب الله يستوجب توغّلاً ميدانيّاً للجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية». فيما أشارت الصحيفة إلى أنه في إطار الإجراءات الاستباقية، «يُنشئ الجيش أخيراً عائقاً إسمنتياً جديداً خلف الجدار القائم على الحدود الشمالية».

وطبقاً للتقديرات الإسرائيلية، فإنّ لدى حزب الله 45 ألف صاروخ قصير المدى (تصل إلى 40 كم)، فضلاً عن قذائف «الهاون»، وثمانين ألف صاروخ متوسط أو طويل المدى من التي تتمتع بدقتها في إصابة الأهداف. وعلى هذه الحسبة، يتوقع العدو سقوط 1500 صاروخ يومياً من لبنان، تدمّر على الأقل 80 هدفاً إسرائيلياً بشكل كلّي، وتوقّع 300 قتيل إسرائيلي في غضون الأيام التسعة الأولى من الحرب. وذلك على الرغم من أنّ السيناريو الذي يتدرّب عليه الجيش حالياً هو على جبهتَين، ويشمل جبهة قطاع غزة؛ حيث تجري الآن مناورة برية للفرقة 162 التي تم استيعابها في «مركبات النار» خلال مناورة «شهر الحرب»؛ إذ يتدرّب الآلاف من مقاتلي الجيش حالياً على القتال وتدمير مناطق الإطلاق الرئيسية لهذه الصواريخ.

ويهدف التدريب إلى مهاجمة مراكز القيادة والسيطرة التابعة لحزب الله بالقرب من الحدود، وتدمير نقاط إطلاق الصواريخ المضادة للدروع ونقاط الرصد ووحدات الإسناد التي ستدفع بها المقاومة إلى الشمال عند اندلاع الحرب.
وفي الإطار، يُذكر أن الجيش يُجري تدريبات تشمل القتال البري؛ حيث تدرّب على ذلك خلال الأسابيع الأخيرة في أراضي الـ48 داخل بلدات «تشبه» البلدات اللبنانية.
وأوضح الجيش للمستوى السياسي أنه «على الرغم من أن إطلاق الصواريخ في الوقت الحقيقي من جانب حزب الله سيستمر حتى آخر لحظة، إلا أنه من يوم لآخر سيتراجع من ناحية الكمّ والجودة والمدى؛ شريطة أن تكون الضربة البرية في وقت مبكر من القتال».

وطبقاً لدراسة السيناريو الذي وضعه الجيش حتى اليوم التاسع للمناورة، فإنه كان هناك «آلاف القتلى في الجانب اللبناني بينهم مقاتلو حزب الله وقوات النخبة (قوات الرضوان) ومدنيّين».
وبحسب الخطة الجديدة لقسم اللوجستيات والتي تُدعى «محور المحاور» ويتدرّب عليها الجيش في «مركبات النار»، فإن «الآلاف من ناقلات الجند المدرعة، والدبابات والعتاد العسكري لآلاف الجنود الذين سيتمّ استدعاؤهم للحرب في المستقبل، سيتم نقلها من خلال شبكة من الطرق الترابية الجديدة التي تم شقّها في العام الماضي على جانبَي الطرق الرئيسية وفي الأحراش والجبال وتبلغ نحو 2500 كم».

وتأتي هذه الخطوة لتجنّب الازدحام على الطرق خلال الحرب، والسماح بنقل الوسائل القتالية والمعدّات بسرعة وأمان، حتى في مواجهة سيناريوهات المواجهة مع الفلسطنيّين في أراضي الـ48 المحتلة، وخصوصاً في مناطق التجمع والاستعدادات للمناورة؛ إذ توجد في هذه المناطق استعدادات مبكرة كجزء من الخدمات اللوجستية للقوات التي ستدخل لبنان، مثل الطعام المجفّف والمياه والعتاد الطبي.

وفي السياق، لفتت الصحيفة العبرية إلى أنّ «طواقم القتال المشتركة وجنود سلاح المشاة والهندسة والمدرّعات، ستعمل سوياً مع سلاح الجو. وهي تتدرّب هذه الأيام على عمليات برية ضد حزب الله، برفقة عناصر من شعبة الاستخبارات المنتشرين في الألوية والكتائب، من بينهم وحدات الجمع المتطوّرة مثل الوحدة 8200 و 9900 و504». وقالت إنّ «وظيفة هؤلاء هي الكشف ونقل المعلومات الاستخبارية عن الأهداف في الوقت الفعليّ في أرض العدوّ خلال دقائق قليلة لكل قائد سرية و كتيبة، وحتى صور الأقمار الصناعية أو صور طائرات بدون طيار تُنقل فوراً للمجموعات الميدانية الصغيرة، بناءً على طلب الضباط في الميدان».

أمّا الجانب الآخر الذي تتدرب عليه القوات البرية في الوقت الحالي، فيتعلّق بمديرية أهداف الاستخبارات، والتي «تضع بالفعل الآن عشرات الأهداف الجديدة كل أسبوع لتُضاف إلى بنك الأهداف اللبنانية القائم، والذي أصبح يحتوي الآن على عشرات الآلاف من هذه الأهداف».
وذكرت الصحيفة أنه في أوقات الحرب الحقيقية، ستنشأ مئات الأهداف الجديدة والإضافية لترسَل إلى القوات البرية، وذلك من خلال برمجيات تكنولوجية «من شأنها تقصير الوقت، والإجراءات، وحتى في اختيار الذخيرة الملائمة والمتاحة للإطلاق على الأهداف».