حسمت الصناديق الأخيرة بعد منتصف الليل فوز لائحة «الاعتدال الوطني» بأربعة مقاعد بفارق 87 صوتاً، على لائحة «عكار أولاً»، التي حصدت ثلاثة مقاعد ما أدّى إلى ذهاب المقعد العلوي للمرشح أحمد رستم الذي سيدخل المجلس النيابي بأقل عدد أصوات ربما على صعيد كلّ لبنان وهو 342 صوتاً، مقابل سقوط زهر الدين عيسى الذي حصد 3948 صوتاً وسجّل الرقم الأوّل علوياً، ما أدّى إلى حالة غضب في قرى وبلدات سهل عكار إذ أقدم مناصروه على قطع طريق العبودية احتجاجاً على النتائج.

الفارق البسيط يُعدُّ انتصاراً للائحة التيار الوطني الحر وحلفائه، وتحديداً النائب محمد يحيى الذي حصد الرقم الأعلى على صعيد المرشحين السنة وحصد 15142 صوتاً تفضيلياً، متفوّقاً بذلك على النائب وليد البعريني والذي كان يُعدُّ الرقم الأوّل في عكار، وذلك بعد تشتّت أصوات جمهور «المستقبل» في أكثر من لائحة ممّن لم يتمكّنوا من تحقيق الحاصل ولكنهم نالوا أرقاماً جيدة بسبب قدراتهم المالية، ففعل المال الانتخابي فعله وأدّى إلى تشتت الأصوات السنية وذهابها سداً من دون أيّ نتيجة، وأظهرت النتائج الأحجام الفعلية للوائح التي كانت تمنّي النفس بتأمين الحواصل وتتحدّث عن أرقام خيالية، لكنّ الحقيقة جاءت مخيبة للآمال. وفي الترتيب بحسب الأرقام حاز المرشح محمد سليمان على 11340 صوتاً، ونال البعريني 11099.

أما التيار الوطني الحر فحقّق فوزاً لافتاً تمثّل بحصده ثلاثة مقاعد، اثنان لمنتسبين في التيار وآخر للحليف الأساسي محمد يحيى الذي تمكّن، وبدعم من شقيقه رجل الأعمال في سوريا مصطفى يحيى، من رفع الحاصل الانتخابي، كما بدا لافتاً دعم قوى الثامن من آذار، إذ أفادت الماكينات الانتخابية لحزب الله أنّها كانت تعمل لصالح المرشح السني والمرشح الماروني، فـ«الهدف كان تأمين الفوز المضمون لكليهما». وجاء فوز التيار الوطني الحر بشقين: الأول، فوز المرشح الماروني جيمي جبور الذي حصد 8986 صوتاً على النائب هادي حبيش الذي حصد 7546 صوتاً واعتاد الفوز بأصوات تيار المستقبل في الأعوام الماضية، وبالرغم من الدعم الذي قدّمه أمين عام التيار أحمد الحريري لحبيش، إلا أنّ إخلاء الساحة أدى إلى تضعضع بلوكات المستقبل ما مكّن جبور من اكتساحه والتربّع مكانه.

ثانياً، هزيمة القوات اللبنانية التي عمدت للاستعانة بالمرشحين السنة لتأمين الحاصل، إلا أنها اصطدمت برفض الشارع لها وتلقّت ضربة موجعة تمثلت بخسارتها.

كما فاز النائب أسعد درغام بدورة ثانية ونال 5754 صوتاً، وفاز بالمقعد الثاني المرشح سجيع عطية بـ1948 صوتاً.

التخبّط بدا واضحاً لدى نواب المستقبل الذين عمدوا إلى تقسيم المناطق فيما بينهم، وتشكيل كلّ منهم ماكينة انتخابية مستقلة بعد غياب ماكينة تيار المستقبل، كما جرى ربط النتائج بماكينة حبيش، الذي وفور تلمّسه الخسارة عمد إلى إيقاف العمل، ما شكّل ضربة لباقي المرشحين الذين كانوا حتى مساء أمس عاجزين عن تحديد أرقامهم وحصلوا على نتائجهم الأولية من الماكينات المنافسة، ولم يتمكّنوا من تحديد الحاصل إلا عند انتهاء الفرز وحصدوا المقعد الرابع بفوز المرشح العلوي أحمد رستم 324.