انتهت انتخابات دائرة الجنوب الثانية بفوز كاسح للوائح حزب الله وحركة أمل. ولم يكن مستغرباً بألا تحظى اللوائح الثلاث المنافسة بفرصة الحصول على حاصل. التضييق والتحريض الذي تعرض لهما مرشحوها انعكس أرقاماً هزيلة في الصناديق. ميدانياً، رفعت المهرجانات الانتخابية لكل من الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله، خلال الأسبوع الأخير، منسوب التأييد وحفّزت المترددين على الاقتراع . تبدل المزاج جاء بحسب مسؤولي الماكينات، «كرد فعل على خلفية الخطابات والبيانات الانتخابية لبعض مرشحي الاعتراض الذين صوبوا على سلاح المقاومة». كانت ماكينات الثنائي مرتاحة مسبقاً قبيل بدء الاقتراع. المشهد العام غير قابل للخرق حتى في الشكل وليس في الصناديق فقط. على الأرض، لا يظهر سوى مندوبي الحزب وأمل، باستثناء حضور خجول لمندوبي لائحة «معاً للتغيير» المدعومة من الحزب الشيوعي اللبناني. وفي معاقله في البازورية وصريفا وعين بعال وعدلون...، نشطت الماكينات لدعم المرشحين.
في يوم الانتخاب، لم يزد هامش حركة مرشحي اللوائح المنافسة للائحة الثنائي. حتى ساعات الظهر، التزمت المرشحة بشرى الخليل في بلدتها جويا (قضاء صور) للقاء الأقرباء والمناصرين. بعدها تجولت في عدد محدود من البلدات في القضاء كالبازورية والبرج الشمالي ومدينة صور. وبشكل لافت، استقبلها عدد من مناصري الثنائي بحفاوة، متفاخرين بأنهم «مع الديموقراطية». المرشحة التي نالت حصة وافرة من التحريض حصرت جولتها في قضاء الزهراني بالقرى المسيحية، برفقة زميلها في لائحة «الدولة الحاضنة» رياض الأسعد الذي يعدّ أقل استفزازاً لجمهور أمل من الخليل. جال على عدد من البلدات، متجنباً البلدات التي «تشهد أجواء حامية لصالح الحركة»، منها الصرفند التي تعرض فيها مرشحو ومناصرو لائحة «معاً للتغيير» للضرب والتهديد خلال الحملات الانتخابية. أمام مركز الاقتراع في الثانوية الملاصقة لملعب الرئيس نبيه بري، تجمهر العشرات من مندوبي الحزب وأمل، وسط غياب كلي لمندوبي اللوائح الأخرى. ينبري أحد الشبان الذين لفّوا أنفسهم بالراية الخضراء إلى التأكيد بأن حشد المقترعين المنتظرين في الطوابير ليس استثنائياً رداً على الهجوم الذي طاول أهل البلدة بعد الاعتداء. «الصرفند طول عمرها مع الحركة» قال.
في الزهراني، لم تسجل حركة للمرشح علي خليفة الذي لم يجب على هاتفه ولم يقم بجولة سوى في مغدوشة والبلدات المسيحية مع زميله المرشح عن المقعد الكاثوليكي هشام حايك الذي حظي بدعم واسع بين مسيحيي الدائرة من الزهراني إلى علما الشعب الحدودية. وللمرة الأولى، سمح دمج الزهراني مع صور بدخول القوات اللبنانية على الخط من خلال المرشح روبير كنعان الذي حظي بماكينة ناشطة في مدينة صور والبلدات المسيحية، إلى جانب مغدوشة وقرى قضاء صيدا المسيحية.