غاب النبض من شوارع مار مخايل والجميزة المتضررة من انفجار مرفأ بيروت وكأن يوم أمس الانتخابي لا يعنيها. الجميزة خاوية ويخيّل أن ثمة حظراً للتجوّل فيها، بينما في مار مخايل يجول بعض مندوبي الأحزاب والمعارضة بين بعضهم بعضاً. زحمة السيارات في آخر الشارع ولأمتار قليلة فقط سببها تضييق الجيش اللبناني للطريق. نسبة التصويت التي لم تتعد الـ28.5 في المئة توثّق المشهد. مندوبة «لوطني»، إحدى لوائح المعارضة، التي كانت متشائمة في البداية وتقول إن لا أجواء «تغييرية» بدّلت موقفها في ساعات ما بعد الظهر لتشير إلى أن نسبة الاقتراع لـ«التغييريين» بلغ 35 إلى 40 في المئة. بمحاذاة «لوطني»، ينشط مناصرو «بيروت مدينتي» ولا أثر لـ«مواطنون ومواطنات في دولة». على الطرف المقابل لهؤلاء، خيمة لمرشح رئيس مجلس إدارة سوسييتيه جنرال أنطون صحناوي، جان طالوزيان، يستمتع فيها المندوبون بأغاني فيروز. الأخير لا يرصده أهالي بيروت الأولى إلا من خلال صور تعلّق له كل 4 سنوات في اليوم الانتخابي. أما زميله على اللائحة نديم الجميل، فبدا غير حاضر إطلاقاً على الأرض وسجّل الناخبون تململاً من «ابن بشير الذي لا يشبه والده بشيء».ينتشر مندوبو المرشح على لائحة القوات اللبنانية جهاد كريم بقرادوني بكثرة في الدائرة التي لم تسمع به سوى منذ نحو شهر. اللافت أن مرشحي القوات على اللائحة توزعوا على خيم مختلفة بحيث كان هناك تواجد منفرد لأنصار بقرادوني، وخيمة للمرشح على مقعد الأقليات إيلي شربشي فيما التركيز الرئيسي للخيمة التي حملت إشارة القوات انحصر بالمرشح الأرثوذكسي غسان حاصباني. وبحسب المصادر القواتية، فإن الحزب منح أصواتاً لبقرادوني لضمان فوزه. أما المرشح على المقعد الماروني جورج شهوان، فبدا مستقلاً عنهم جميعاً وتحوّلت شركة العقارات الخاصة به في كورنيش النهر إلى ماكينة انتخابية كبيرة توازي ماكينة الأحزاب، بالرغم من أن كلمة السرّ القواتية قضت بعدم منحه أي صوت، ما أدى إلى خوضه المعركة بشكل منفرد.
وحده الوجود العوني كان خجولاً في المنطقة، ويردّه الحزبيون إلى تعميم صادر عن التيار الوطني الحر بارتداء المندوبين ملابس مدنية لا توحي بانتماءاتهم تفادياً للمشكلات. أما حزب الطاشناق الحاضر على الأرض، فرجحت الماكينات أن يكون الطرف الأضعف وأن يسجل تراجعاً في الناخبين يضاف إلى أرقامه المنخفضة في العام 2018.