لم تكتفِ المصارف بسرقة أموال المودعين الذين أمّنوها على أرزاقهم فحسب. بل إنّها اصطادت مستحقات العاملين في بعض القطاعات الذين تُحوّل إلى المصارف أموالهم من دون إرادتهم. ومن القطاعات، الأطباء الذين تحوّل بدلات أتعابهم من الجهات الضامنة الرسمية (الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ووزارة الصحة العامة) إلى المصارف الخاصة عبر مصرف لبنان.
بدلات أتعاب أطباء النبطية تحوّل إلى مصرف «سوسيتيه جنرال» الذي يرفض تسليمها إليهم، علماً أنّها مستحقات عن العامين الماضيين وفقدت قيمتها الشرائية بعد انهيار سعر صرف الليرة أمام الدولار.

الطبيب جمال بدران لفت لـ«الأخبار» إلى أنّ أطباء النبطية راجعوا الجهات المعنية من صندوق الضمان إلى الوزارة وأحيلوا إلى المصرف نفسه الذي يتعنّت في رفضه من دون أي قدرة على مصرف لبنان بالضغط عليه.

وتساءل بدران عن الجدوى من التضييق على الأطباء، لا سيّما الصامدين في الأطراف الذين تقلّ تسعيرة المعاينة لديهم وبدلات العلاج عن أطباء المدن الكبرى. ولفت إلى أنّه، على غرار زملائه، يرفض هجرة الأطباء، إلا أنّ المتطلبات المعيشية لهم ولعائلاتهم تضغط عليهم كما تضغط على المرضى.