ما إن ارتكب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة «جريمته» بإصدار قرار رفع الدعم من المحروقات ليل أمس حتى توقّفت غالبية المحطات التي كانت تبيع الوقود للمواطنين في قرى وبلدات البقاع، لا لنفاذ الكميات لديها، وإنما طمعاً بالإفادة من الكميات التي تم شراؤها على السعر القديم، وبيعها بناءً على الأسعار التي جرى تداولها بعد قرار المركزي.
كالنار في الهشيم أشعل قرار رفع الدعم البلاد، ومنذ ساعات الصباح الأولى عاودت المحطات عملها، وهذه المرة ترواح سعر الصفيحة بين 360 ألف ليرة و390 ألف ليرة، علماً أن وزارة الطاقة لم يصدر عنها جدول أسعار للمحروقات.

هكذا، ومن دون حسيبٍ أو رقيب، أمعن غالبيّة أصحاب المحطات في ممارسة جشعهم في ظلّ غياب للأجهزة الرقابية والأمنية، وسيطر الخوف على المواطنين البقاعيين وسط الهواجس التي بدأت تلوح في الأفق إثر قرار رفع الدعم، وتأثيره على بقية القطاعات الطبّية والخدماتية، وحتى على وسائل النقل المتاحة.

فقد بدا لافتاً ومنذ منتصف ليل أمس ارتفاع تسعيرة نقل الركاب في منطقة بعلبك الهرمل بحسب ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ارتفعت أجرة نقل الراكب من الهرمل إلى بيروت إلى 75 ألف ليرة، ومن بعلبك إلى بيروت 65 ألفاً، من بعلبك إلى شتورة 25 ألفاً، ومن زحلة إلى بيروت 30 ألفاً. أما من بيروت إلى رياق وغيرها من القرى فوصلت الأجرة إلى حدود الـ50 ألف ليرة.

في موازاة ذلك ثمة أصحاب فانات لنقل الركاب يفرضون تسعيرات عشوائية، إذ تختلف التسعيرة بين فان وآخر ومنطقة وأخرى.

وإزاء هذا الواقع امتنع عدد كبير من العمال والموظفين عن الذهاب إلى المؤسسات والشركات التي يعملون فيها، بالإضافة إلى عسكريّين عبّروا عن امتعاضهم من تكلفة انتقالهم من وإلى مراكز خدمتهم التي لا تتناسب ورواتبهم التي باتت زهيدة ولا تتناسب والوضع المعيشي والاجتماعي والمالي.

من جهتها، واصلت الأجهزة الأمنية عمليات مراقبة ومداهمة بعض المحطات، وضبطت كميات كبيرة من المازوت والبنزين وتمّت مصادرتها في بعلبك وقرى وبلدات بقاعية، في حين أن محطات عديدة لم تتوانَ عن استغلال الأزمة والبيع بأسعار تزيد عن قيمة أسعار جدول المحروقات بنسبة 50%.

كذلك انعكست أزمة مادة المازوت على أفران المنطقة، فقد استيقظ أبناء القرى والبلدات البقاعية على أزمة خبز في الأفران والمحال التجارية، إذ تمنّعت الأخيرة عن بيع الكميات الكافية لأصحاب المحلات، وحتى للمواطنين مباشرة، فحدّدت لكل مواطن ربطتَي خبز، في حين قلّصت أعداد الخبز للمحلات التجارية.



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا