يسود هدوءٌ حذرٌ منطقة خلدة، بعد انتشار الجيش وتسييره دوريات؛ وهو كان قد حذّر بأن وحداته سوف تعمدُ إلى إطلاق النار باتجاه «كل مسلح يتواجد على الطريق وكل من يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر».


وفيما لم يَصدُر بعد حصيلة رسمية لضحايا حدث اليوم، أفاد مصدر عسكري «الأخبار» بأنها بلغت 5 قتلى وجرحى، بينهم عسكري واحد.

وفي الرواية الرسمية لما جرى، أعلن الجيش اللبناني، في بيان، أن الحدث بدأ بإقدام مسلحين خلال تشييع المواطن علي شبلي على «إطلاق النار باتجاه موكب التشييع، مما أدى إلى حصول اشتباكات أسفرت عن سقوط ضحايا، وجرح عدد من المواطنين، وأحد العسكريين».



وفي وقت لاحق، عمل الجيش، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام»، على إخلاء جثمان شبلي و15 فرداً من عائلته كانوا محتجزين في منزل شبلي في خلدة، حيث جرى نقلهم إلى خارج المنطقة بالسيارات العسكرية والملالات.

وكان رئيس الجمهورية ميشال عون قد أعلن، في بيان، أنه طلب من قيادة الجيش «اتخاذ الإجراءات الفورية لإعادة الهدوء إلى خلدة، وتوقيف مُطلقي النار، وسحب المسلحين، وتأمين تنقّل المواطنين على الطريق الدولية».



بدوره، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، في بيان، أنه أجرى سلسلة اتصالات في سياق متابعة الحوادث الأمنية في منطقة خلدة، شملت كلاً من الرئيس سعد الحريري ووزيرة الدفاع زينة عكر ووزير الداخلية محمد فهمي وقائد الجيش العماد جوزف عون وحزب الله.



من جهته، أعلن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، نجيب ميقاتي، في بيان، أنه تابع الأحداث الجارية في خلدة، وأجرى اتصالاً، لهذه الغاية، بقائد الجيش العماد جوزف عون.

وبالتوازي، وصف حزب الله ما جرى في منطقة خلدة بـ«الكمين المدبر» من قبل «مسلحين في المنطقة». وأعلن حزب الله، في بيان، أن قيادته تتابع ما يجري في منطقة خلدة بـ«اهتمام كبير ودقة عالية»، مطالباً «الجيش والقوى الأمنية بالتدخل الحاسم لفرض الأمن والعمل السريع لإيقاف القتلة المجرمين واعتقالهم، تمهيداً لتقديمهم إلى المحاكمة».

(الأناضول)


أما حركة أمل، فوصفت ما جرى بـ«الفتنة»، داعيةً الجميع إلى الحذر منها. وطالبت أمل، في بيان، الجيش والقوى الأمنية بـ«التدخل الحاسم لفرض الأمن، وإعادة الاستقرار للحياة الطبيعية والعمل الجاد والسريع لإيقاف مٌفتعلي الحادث ومٌطلقي النار، وتقديمهم إلى المحاكمة».

بدوره، دعا تيار المستقبل، جميع اللبنانيين إلى «الوعي والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة النعرات، وعدم اللجوء إلى أي ردود فعل من شأنها تأزيم الأمور في أي منطقة، وتجنب نشر أي أخبار أو تعليقات غير مبررة على وسائل التواصل الاجتماعي»، مشيراً إلى أن الدعوة جاءت بـ«توجيه مباشر من الرئيس سعد الحريري».

وقال المستقبل، في بيان، إن «كل مواطن مسؤول في هذه الساعات الحرجة، وكل مواطن معني بالمشاركة في إطفاء الحريق ودرء الفتنة، والتعاون مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية لوقف هذا التدهور».



وفي هذا الإطار، أهاب رئيس مجلس شورى العشائر العربية في لبنان، الشيخ كرم الضاهر، بالجيش والقوى الأمنية التدخل والسعي إلى التهدئة بخصوص أحداث خلدة. وتمنى الضاهر، في بيان، على القيادات السياسية المعنية العمل على «احتواء الأزمة حتى لا تستغل للتوسع إلى شكل يهدد السلم الأهلي»، داعياً جميع أبناء العشائر العربية في لبنان إلى «ضبط النفس وعدم الانجرار إلى الفتن».

بدوره، أكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، ضرورة «توقيف الذين أطلقوا النار اليوم قبل الغد، وأن تأخذ العدالة مجراها». وقال: «لاحقاً مع العقلاء من الطائفة الواحدة المسلمة، الطائفتين الشيعية والسنية، لا بُدّ من صلح عام عشائري لأن طريق صيدا هي طريق الجميع من كل الفئات والمذاهب».
(الأناضول)

وأعرب جنبلاط، في حديث تلفزيوني، عن استعداده لـ«إقامة الصلح إلى جانب الرئيس نبيه بري والشيخ سعد الحريري ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والمفتي عبد الأمير قبلان، ولكن بداية لا بُدّ للجيش أن يوقف مطلقي النار وثم إحالتهم الى المحاكمة، فعلى الدولة أن تتحرك أولاً».

وكان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، طلال أرسلان، قد دعا، عبر «تويتر»، في بداية ما جرى، قيادة الجيش والأجهزة الأمنية للتدخل الفوري وتطويق منطقة خلدة وفرض حظر تجوّل للساعات المقبلة.



أما شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الشيخ نعيم حسن، فحثّ، في بيان، كل الجهات المعنية على «ضبط النفس ومنع تفاقم الأمور، ومنع انفلاتها نحو الفوضى أو الفتنة لا سمح الله»، مؤكداً «ضرورة أن تتولى القوى الأمنية والجيش زمام الأمور، وأن يتم توقيف جميع المتورطين وسوقهم إلى القضاء».