في ساعة متأخرة من ليل أمس، قام المطلوب فادي عبد الرحمن شمندر، بتسليم نفسه على حاجز الجيش عند المدخل الجنوبي لمخيم عين الحلوة. شمندر شقيق المطلوب فضل شاكر، المتواري معه في المخيم إثر انتهاء أحداث حزيران 2013. والشقيقان، مع عدد من الأشخاص، شكّلوا مجموعة عُرفت بـ«مجموعة فضل شاكر» التي نشأت ضمن حركة أحمد الأسير في عبرا، والتي انتهت بالاعتداء على الجيش اللبناني الذي أنهى حالته في معركة عبرا. تسليم فادي نفسه أعاد الحديث عن إمكانية قيام فضل بالأمر نفسه، علماً بأن مفاوضات عدة جرت خلال السنوات الماضية بين أصدقاء له من جهة وبين السلطات اللبنانية في هذا الخصوص، لكنها كانت تفشل بسبب رفض الفنان محاكمته بموجب الأحكام القضائية الصادرة بحقه، منها 22 سنة سجن.
عند حاجز الجيش، أبلغ فادي شمندر العناصر بأنه في حالة صحية متدهورة وبحاجة إلى دخول المستشفى وسط حراسة مشددة. ووفق مصدر أمني، فقد نُقل سريعاً لتلقي العلاج، وهو يعاني من آلام في العظم والمفاصل ومن داء السكري، وقد تفاقم به المرض خلال تواريه لثماني سنوات في عين الحلوة.
لكن الملف الخفيف لفادي شمندر، قد يفسر مبادرته بتسليم نفسه، وبالتالي قضاء سنوات السجن التي نصّت عليها الأحكام القضائية التي صدرت بحقه غيابياً بملفات عدة. هناك دعوى رُفعت بحقه وبحق فضل من قبل رئيس بلدية حارة صيدا، سميح الزين، بتهمة تأليف عصابات مسلّحة وتهديده بالقتل، إثر قيام أشخاص بإحراق منزل فضل الكائن في نطاق الحارة، كردّ فعل على أحداث عبرا. في عام 2018، منعت الهيئة الاتهامية في الجنوب، المحاكمة عن فادي وفضل بتهمة تأليف عصابة، وظنت بهما بتهمة القدح والذم والتهديد.
الملف القضائي الثاني بحق فادي، هو حيازة أسلحة وإطلاقه النار أثناء تشييع مرافقي أحمد الأسير، لبنان العزي وعلي سمهون، اللذين قُتلا خلال هجوم الأسير على حي التعمير في تشرين الثاني 2012. ومن شأن هذه التهم أن تجعل عقوبته لا تتعدى الثلاث سنوات.
لكن بالعودة إلى التحقيقات مع المتهمين بملف عبرا أمام المحكمة العسكرية، فإن فادي كان متواجداً مع شقيقه في المربع الأمني في عبرا خلال المعركة. وعلى غرار شقيقه، انتقل متخفّياً إلى عين الحلوة، حيث توارى مع عدد كبير من جماعة الأسير. فيما نجح بإخراج عائلته إلى ألمانيا.

لكن ماذا عن فضل شاكر؟ وفق مصدر متابع، لا يمكن ربط خطوة فادي بخطوة مماثلة من طرف شقيقه، المثقل بأحكام قضائية ثقيلة، مع العلم بأن الأخير استقرّ في عين الحلوة وعاد للإنتاج الفني.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا