كما انتهت السنة الماضية، بدأ لبنان عامه الجديد بالسجالات السياسية. ولعلّ المفارقة المأسوية، أن إفلاس الدولة وتبخّر الأموال من المصارف واجتياح وباء كورونا وانهيار القطاع الصحي إلى جانب قطاعات أخرى، لم يدفع بالقوى المعنية الى إعلان حالة طوارئ على كل المستويات، بل استمرت في تقاذف المسؤولية بشأن تعطيل الحكومة. هذه الوقائع دفعت إلى تأجيل زيارة وفد مجلس الشيوخ الفرنسي إلى بيروت، والتي كانت مقررة اليوم. وفيما تذرّعت باريس بالواقع الوبائي للبنان، لفتت مصادر معنية بمفاوضات التأليف إلى أن الوفد أصلاً لم يكن يحمل مبادرة يمكنها أن تنتزع حلاً لأزمة التأليف.هذا التأجيل سبق سجالاً بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل. تكتل «لبنان القوي» دعا، أمس، «رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى تحمّل مسؤولياته والقيام بواجباته الوطنية والدستورية، فيتوقّف عن استهلاك الوقت ويعود من السفر لينكبّ على ما هو مطلوب منه، وعدم اختلاق العراقيل الداخلية لإخفاء الأسباب الحقيقية وراء تأخير عملية التشكيل». وردّ مكتب الحريري في بيان، أن «التكتل يعود الى سياسته المُفضّلة بتحميل الآخرين مسؤولية العراقيل التي يصطنعها عن سابق تصور وتصميم. وجديده اليوم دعوة الرئيس المكلف إلى تحمّل مسؤولياته والقيام بواجباته الوطنية والدستورية». ولفت الى أن «التكتل ورئيسه فاتهم أن الرئيس المكلف قام بواجباته الوطنية والدستورية على أكمل وجه وقدّم لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون تشكيلة حكومية من اختصاصيين غير حزبيين مشهود لهم بالكفاءة والنجاح، وهو ينتظر انتهاء رئيس الجمهورية من دراستها. وفات التكتل أن الجهة التي عطلت البلد أكثر من سنتين ونصف سنة هي آخر من يحقّ لها إعطاء دروس بالتوقف عن استهلاك الوقت واختلاق العراقيل، وفات التكتل ورئيسه أيضاً أن المشكلة واضحة وعنوانها معروف من قبل الجميع وهي داخلية عبر التمسك بشروط تعجيزية تنسف كل ما نصّت عليه المبادرة الفرنسية وتقضي على أي أمل بمعالجة الأزمة، بدءاً من وقف الانهيار، وصولاً الى إعادة إعمار ما هدمه انفجار المرفأ».
ومن المفترض أن يعود الحريري الى بيروت اليوم بعد قضائه فترة الأعياد في أبو ظبي مع عائلته، حيث من المرتقب أن يعاود الاتصالات في ما يتعلق بتأليف الحكومة، والتي من المتوقع أن تُستأنف من بكركي، حيث سيستكمل البطريرك الراعي وساطته بين عون والحريري.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا