انتخب المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي ظهر أول من أمس رئيساً جديداً للحزب، هو دكتور الاقتصاد المحاضر ربيع بنات، على الرغم من الحركة الاعتراضية التي يقوم بها رئيس المجلس الأعلى السابق النائب أسعد حردان، وقيام مقرّبين منه برفع دعاوى قانونية ضد نتائج الانتخابات الداخلية الحزبية. وبحسب السيرة الذاتية الموزّعة عن بنات، فإنه انتمى إلى التنظيم الحزبي في عام 1998، وهو من أبناء مدينة بيروت، مواليد عام 1977.وأثار انتخاب بنات جدلاً واسعاً بين القوميين، بين شريحة اعتبرت عمليّة التغيير الأخيرة باباً لفتح باب التنظيم لعودة الخارجين منه المعتكفين عن العمل الحزبي، وشريحة أخرى لا تزال تترقّب الخطوات التي ستقوم بها القيادة الجديدة لتقرّر موقفها منها. أما حردان، فردّ على خطوة الانتخاب، باجتماع مقرّبين منه، معلناً عدم شرعيّة القيادة الجديدة، مستنداً إلى القضاء اللبناني وقرارٍ صدر بداية الأسبوع عن محكمة البداية في بيروت بتجميد انتخابات المجلس الأعلى الجديد، إلّا أن الحزب استأنف القرار. ويوم أمس، صدّقت القاضية جانيت حنا على القرار الصادر عن الرئيسة كارلا شوّاح الذي يرفض طلب وقف تنفيذ الانتخابات الذي تقدّم به مقربون من حردان الأسبوع الماضي أمام قاضي العجلة في بيروت.
ويخشى قوميون كثر مما يسمّونه «العودة إلى زمن الاقتتال الداخلي في الثمانينيات حين انقسم الحزب بين المجلس الأعلى وسلطة الطوارئ». ولا تقف خشية الانقسام عند القوميين، بل تتعداهم إلى القوى السياسية الحليفة للقومي في بيروت ودمشق.
من جهتها، تؤكّد مصادر القيادة الجديدة أن «لا أحد يستطيع شقّ الحزب السوري القومي الاجتماعي مجدداً والقوميون حسموا خيارهم بالتغيير وبفتح أبواب الحزب الموصدة أمام الجميع، ولولا أن حردان ذهب بعيداً في مسألة الادعاء على الحزب في القضاء اللبناني لكان الحوار ممكناً الآن، لكن للأسف الخطوة كانت مؤلمة ومرفوضة من كل قومي». في المقابل، تقول مصادر حردان إن «اتهامه بمحاولة شقّ الحزب هو اتهام باطل، هناك خديعة حصلت ومحاولة سلب للحزب عبر انتخابات مزوّرة، وليس حردان من تقدّم بالدعوى أمام القضاء، لكن هذا نتيجة مصادرة عمل المحكمة الحزبية».
وألقى بنات كلمةً بعد إعلان انتخابه، دعا فيها جميع القوميين للعودة إلى العمل من داخل المؤسسة، مؤكّداً المواقف السياسية للحزب، وأنه سيقوم بعقد ورشات عمل مكثّفة لتطوير الهيكل الحزبي على مستويات الاقتصاد والإعلام والسياسة والشؤون العسكرية، وكذلك استمرار «الحزب في عمل المقاومة والقتال ضد الجماعات الإرهابية»، و«السعي لإقرار قانون انتخابي جديد في لبنان خارج القيد الطائفي ودعم مؤسسات الدولة السورية».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا